في المشهد العام، ليس مهما على الإطلاق ما ورد في بيان تيار المستقبل اليوم من كلام مسيء الى التيار المذكور أولا، والى الشعب اللبناني ثانيا، قبل أن يسيء الى رئاسة الجمهورية و”التيار الوطني الحر”.
فالمهم بالنسبة الى اللبنانيين اليوم، أن يحسم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمره تشكيلا، وهذه الأولوية أو اعتذارا، وهذا أبغض الحلال. لأن إبقاء الناس في دوامة التردد والهرب الى الأمام وانتظار المجهول الذي لا يبدو أنه سيأتي، هو أمر يسيء الى تيار المستقبل والحريري قبل كل شيء.
فهل في ما ورد من معلومات صحافية الليلة عن قيام الحريري بتقديم تشكيلة جديدة الى رئيس الجمهورية الاسبوع المقبل، مؤشر الى فرصة أخيرة وممكنة للإنقاذ؟، أم مناورة سياسية كشفتها تسريبات وسائل الإعلام قبل أيام عن إخراج للاعتذار؟. وهل المقابلة التلفزيونية التي يهول بها تدخل في سياق السينارو المرسوم للاعتذار، أم تمهد لفتح صفحة جديدة من التعاون، يتمناها جميع الناس؟.
فلننتظر ونر، علما أن الايجابية لن تقابل إلا بمثلها. أما التعنت في ضرب الدستور وتجاوز الميثاق وتخطي وحدة المعايير، فلن يقابل إلا بالتمسك بالأصول.
هذا في ملف الحكومة. أما في ملف الحصانات، فأهالي شهداء المرفأ بدأوا التحرك، وانتقلوا اليوم من أمام مجلس النواب الى محيط مقرات بعض الوزراء الحاليين والسابقين، لرفع الصوت في سبيل تحقيق العدالة. قلوب جميع اللبنانيين مع الأهالي، وظنهم بالمنظومة قائم حتى تثبت براءتها، لأنها مجرمة في نظرهم بحق كل لبنان.
