في وقت يسود الترقب مشهد العلاقات اللبنانية-الخليجية، في انتظار المقاربة التي يرفعها وزير الخارجية اللبنانية الى مجلس وزراء الخارجية العرب غدا، يواصل الأفرقاء الداخليون إعادة تموضعهم على وقع تعليق الرئيس سعد الحريري المشاركة في الحياة السياسية، وفي موازاة اعلان رجل الاعمال بهاء الحريري القدوم قريبا الى لبنان لاستكمال مسيرة الرئيس رفيق الحريري.
فبعدما حسم وليد جنبلاط أمس قرار المشاركة في الاستحقاق المقبل، مفضلا عدم إقفال نجله تيمور باب المختارة، على التضامن مع تيار المستقبل ورئيسه، جزم نجيب ميقاتي اليوم عدم الدعوة الى مقاطعة الانتخابات النيابية.
أما بالنسبة إلى موقفه الشخصي من المشاركة أو عدمها، فكشفت أوساط معنية لل أو.تي.في. أن رئيس الحكومة سيكون حاضرا في الاستحقاق النيابي، سواء على المستوى الشخصي أو من خلال لوائح يدعمها، على ان يعلن القرار في هذا الاتجاه او ذاك بنفسه، عندما يجد التوقيت مناسبا.
اما في موضوع نادي رؤساء الحكومات، فأكدت الاوساط عينها الا موقف جماعيا، بل قرار فردي يترك لكل من أعضاء النادي.
وفي المقابل، يكرر مسؤولو تيار المستقبل قرار الخروج من السباق، من دون دعوة لا الى مشاركة ولا الى مقاطعة. كل ذلك، على وقع الاشتعال المستمر لجبهة بيت الوسط-معراب، حيث قال المسؤول الاعلامي للمستقبل حرفيا اليوم: لم نتغزل بنواب حزب الله كما فعل رئيس القوات، ولم نقل له الى اللقاء كما فعلت النائبة ستريدا جعجع.
وسأل: شو بتفرق القوات اللبنانية عن حزب الله؟ فهم خونوا أي طرف لم يقف معهم، كاشفا أن مسؤولا رفيعا في القوات اتصل به وأبلغه أن خطاب سمير جعجع لم يكن موفقا في مخاطبة البيئة السنية.
وفي انتظار بلورة المشهد الانتخابي أكثر في الأيام المقبلة، واصل مجلس الوزراء درس الموازنة، التي تزداد علامات الاستفهام المطروحة حولها في أوساط الرأي العام غير المقتنع بأنها لا تحتوي على ضرائب ورسوم جديدة كما أعلن وزير المال، والواثق في الموازاة بأنها لا تحمل تصورا واضحا للمستقبل، ولا تعدو كونها رقمية تعكس الواقع القائم من دون أفق للحل.
لكن، قبل الدخول في تفاصيل النشرة، اشارة الى دخول المفاوضات حول الاتفاق النووي في فيينا مرحلة مفصلية، إذ بعد اعلان الجانبين الاميركي والايراني الاستعداد للتفاوض المباشر اذا اقتضى الامر، أعلن وفد الاتحاد الأوروبي اليوم تعليق المفاوضات لإجراء مشاورات وتلقي تعليمات تمهيدا للعودة الاسبوع المقبل، وذلك تحت شعار “لا بد من اتخاذ قرارات سياسية اساسية الآن”.
