ما هي الخلفية الفعلية لكلام توم براك حول لبنان وبلاد الشام؟ هذا السؤال ستبقى اصداؤه تترد في الاوساط السياسية والشعبية في الايام المقبلة، نظرا الى ما ينبشه من تاريخ، وما يوقظه من ذكريات، وما يذكّر به من اطماع.
وفي موازاة التريث الرسمي الواضح في اتخاذ موقف بعد استفسار الضروري عن حقيقة ما قيل، دخل حزب الله اليوم مباشرة على الخط، حيث اعتبر النائب ابراهيم الموسوي أنّ التصريحات، التي أطلقها المبعوث الأميركيّ، والتي لمّح فيها إلى إعادة لبنان إلى ما سمّاه ”بلاد الشام التاريخية”، تنمّ عن نوايا خطيرة وتكشف معالم المشروع الأميركيّ – الصهيونيّ المرسوم للمنطقة عمومًا ولبنان خصوصًا. وقال الموسوي: لكنّ ما فات هذا المبعوث – أو لعلّه يجهله – هو حقيقة لبنان، البلد الذي لا يرضخ للتهديد، ولا يساوم على السيادة، فلن يكون لبنان يومًا خاضعًا للإملاءات الأميركية أو راضخًا للتهديدات الإسرائيلية أو تابعًا لأيّ دولة خارجية أو ملحقًا بها.
اما على مستوى السلطة اللبنانية، فتخبط حكومي ما بعده تخبط، حيث شن احد اركان التركيبة الحكومية سمير جعجع هجوما جديدا على اداء الحكومة، معتبرا أنه إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد. وسأل: هل تعيد الحكومة والسلطة الكَرّة من جديد وتدفعان السياسة الدولية والعربية إلى تلزيم لبنان لأحد ما انطلاقا من القصور الذي تظهره الدولة اللبنانية؟
وفي انتظار الاجوبة، المراوحة في الملفات الداخلية الاساسية تتمادى، ويفيض الحبر على ورق الوعود.
