بعد خمسةٍ وثلاثين عاماً على محاولة خنقِها عسكرياً، القضية حية. إنها رسالة 13 تشرين الاول 2025، بالشكل الذي أراده المنظمون مختلفاً عن كل الأعوام السابقة، وبالمضمون السياسي الذي عبِّرت عنه الكلمة التي القاها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، كما الرسالة التي خصَّ بها الرئيس العماد ميشال عون المنتشرين اللبنانيين في المناسبة.
والقضية الحية هي إياها: لبنان الواحد الحر السيد المستقل، الذي يتساوى ابناؤه افراداً وجماعات بالحقوق والواجبات.
واذا كان شرط الوحدة والحرية والسيادة والاستقلال، ان تكون الدولة وحدَها المسؤولة عن مهمات الدفاع، خصوصاً بعدما ثبت عدم جدوى الوسائل الأخرى، فالممر الإلزامي للمساواة، ان يُحترمَ الميثاق ويطبق الدستور.
لكن، توازياً مع كل ذلك، لا دولة بلا اقتصاد قوي، ولا اقتصادَ قوياً بلا إصلاح حقيقي، في حين لا تزال الطبقة السياسية اللبنانية في أكثريتها الساحقة تهرب منه إلى الأمام، وتعول على انهماك الشعب في اليوميات، وعلى الذاكرة القصيرة والنسيان، لتتنصل من المسؤوليات.
اما السلطة الجديدة التي راهن عليها كثيرون في الداخل والخارج، ففي حال تخبطٍ كاملٍ وعجْزِ واضح، من ملف حصرية السلاح الى مسألة أموال المودعين، وما بينهما من عناوين لوعود تبقى حتى إشعار آخر حبراً على ورق.
وفي غضون ذلك، تسود البلاد موجة من القلق من تجدد العمليات الاسرائيلية الموسعة على لبنان، ولاسيما بعد التوصل الى اتفاق حول غزة، وقد شكل استهداف المصيلح فجراً جرسَ انذارٍ مبكراً في هذا السياق.