كل المفاهيم في لبنان معكوسة، وحتى المعارضة.
ففي كل دول العالم، وبالمنطق، يتم فرز القوى السياسية او الكتل النيابية بين معارضة او موالاة، بناء على معيار واحد هو الحكومة.
فمن يوالي الحكومة، يكون مواليا. ومن يعارضها يكون معارضة.
اما في لبنان، فشر البلية ما يضحك: موالو الحكومة معارضة، ومعارضو الحكومة موالاة، أو هكذا يفهم من بيان تداولته وسائل الاعلام على انه صادر اليوم عن نواب ما سمي بالمعارضة، للمطالبة باستكمال الانقلاب على قانون الانتخاب الذي وافقت عليه غالبية الكتل التي ينتمي اليها هؤلاء النواب عام 2017، بما يتعلق بنواب الانتشار.
اما هؤلاء النواب الذين صنفتهم بعض وسائل الاعلام بالمعارضة، فإما ينتمون الى كتل ممثلة في الحكومة او هم نواب افراد منحوا الحكومة الثقة، فيما التيار الوطني الحر هو الوحيد في الجمهورية اللبنانية خارج حكومة التحالف الرباعي الجديد، التي يجلس فيها الوزير القواتي والكتائبي والاشتراكي والذي يمثل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى جانب وزراء من حركة أمل وحزب الله.
وعلى سيرة المفاهيم المعوسة، سلسلة مشاهدات اليوم:
رئيس حكومة يؤكد ان لبنان لا يزال بلد الفرص الواعدة، فيما اسرائيل تشن هجمات هي الاوسع ضد بلاده منذ تشرين الثاني الماضي في اكثر من منطقة.
وفريق من قلب الحكومة نفسها، يحرض على رئيس الجمهورية والجيش، لكنه يتمسك في المقابل بمقاعده الوزارية دون انجاز يذكر، ما دفع بالنائب غسان حاصباني اليوم الى محاولة حرف الانظار عن الفشل، بمهاجمة التيار ووزراء الطاقة السابقين مجددا بعناوين باتت في عهدة القوات، ولم يتحقق منها شيء.
وفيما يرتفع منسوب الحركة الانتخابية الشعبوية على الساحة المحلية، تركز الاهتمام الخارجي في الساعات الماضية على اللقاء الحدث في البيت الابيض بين الرئيس دونالد ترامب وولي العهد السعودي، والذي سيرسم معالم المرحلة السياسة في الشرق الاوسط، ومن ضمنه لبنان، في المرحلة المقبلة.
