الحرب مع الخارج او حرب في الداخل.
انها النتيجة الحتمية لاستمرار الوضع في لبنان على ما هو عليه:
فريق يتمسك بالسلاح بشكل مطلق، ويربط بينه وبين الوجود والمصير والدين. وفريق آخر يتخذ موقفا معاكسا بالمطلق، ولو تماهى في خُطابه واهدافه، حتى مع اسرائيل.
اما الحل، فالاحتكام الى العقل والمناطق، واقرار ورقة لبنانية متوافق عليها مع حزب الله، تقوم على المطالبة بإلزام اسرائيل بوقف اعتداءاتها والانسحاب من الاراضي اللبنانية والتفاوض حول النقاط الحدودية العالقة واعادة الاسرى، في مقابل حصر السلاح بالدولة اللبنانية والجيش وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته.
غير ان السلطة اللبنانية تبدو في موكب آخر، حيث يتبادل افرقاؤها التكاذب، ويحرّض بعضهم على البعض الآخر في العواصم، ويقسّمون البلد بالمواقف النافرة، لكنهم يتقاسمون التعيينات والتنفيعات على طاولة الحكومة الواحدة التي تجمع النقيضين.
والتكاذب السلطوي لا يقتصر على ملف الجنوب والسلاح، بل يمتد الى قانون الانتخاب، حيث كرر رئيس القوات اليوم مهاجمة شريكه في الحكومة رئيس مجلس النواب نبيه بري، معتبرا ان ما يقوم به لا يقتصر على عرقلة مشروع القان المقدم من الحكومة فحسب، وإنما يمتد بجوهره إلى ضرب المهل الدستوريّة والمهل المتعلقة بإجراء العمليّة الإنتخابيّة، بعدما أصبح الوقت داهماً والحكومة أبدت رأياً صريحاً في أنها غير قادرة على إجراء الإنتخابات من دون تعديل القانون النافذ.
اما الرد، فأتى على لسان المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل الذي قال: كنا نربأ بالفقيه الدستوري سمير جعجع أن يسمم عقول المنتسبين لحزبه بأفكار لا تمت الى القانون بصلة بدلاً من تنشئتهم على إحترام القوانين.
وفي انتظار ارنب التسوية التقليدي بعد كل تصعيد سياسي كبير، اعتبر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اليوم أن حصرية السلاح بالمنطق الاميركي – الاسرائيلي هي اعدام لقوة لبنان ودعا الدولة التي شارك في تركيب سلطتها ويشارك في حكومتها مع خصومه السياسيين، الى التوقف عن التنازلات، قائلا: ألم تسمعوا السفير الاميركي يقول ان المفاوضات شيء واستمرار العدوان شيء آخر؟
وتوجه قاسم بالحديث الى الولايات المتحدة بالقول: فلتعلم أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض ولن يُنزع السلاح تحقيقا لهدف اسرائيل ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان.
