من يسمع سمير جعجع يتحدث عن عدم التقدم “شعرة واحدة” منذ عشرة اشهر مع العهد والحكومة الجديدين، يخيل إليه للوهلة الاولى أن حزب القوات اللبنانية لم يشارك في تكوين السلطة الجديدة، وأنه ليس ممثلا بالحكومة الحالية بأربعة وزراء، وأنه لا يتحمل أي مسؤولية عن الفشل الذي يشكو منه، فيما وزراؤه يجلسون جنبا إلى جنب مع وزراء من حزب الله وحركة أمل، وسائر المكونات السياسية اللبنانية، باستثناء التيار الوطني الحر، في حكومة التحالف الرباعي الجديد الواحدة.
فمن وعد انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية إذا فازت القوات في انتخابات 2022، الى وعود الكهرباء خلال ستة أشهر عند تولي القوات وزارة الطاقة، مرورا بالوعود الحكومية حول حصر السلاح وأموال المودعين والإصلاح، ووصولا إلى نزع سلاح المخيمات الفلسطينية، التي قتل مسلحوها شابا لبنانيا بدم بارد قبل ايام.
لم يعد مستغربا كل ما يعتري المسار السياسي الراهن من شوائب، منها مثلا المقاربة المعتمدة بين الحكومة ومجلس النواب في شأن اقتراع المنتشرين، حيث يتم تقاذف المسؤوليات والاتهامات بشكل مفضوح، سيفضي حتما إما إلى تطيير حق المغتربين بالمشاركة في الاستحقاق الديموقراطي من خارج لبنان، أو إلى الاطاحة بالانتخابات النيابية برمتها، على رغم تطمينات المسؤولين، وآخرهم رئيس الحكومة من بكركي اليوم.