IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم الأحد في 28/11/2021

ثلاثة أيام ويبدأ العد العكسي لآخر شهر بال2021، التي لم يشهد غالبية اللبنانيين مثيلا لها من معيشة مذلة وعوز وفقر وعجز وأحوال اقتصادية- مالية- نقدية مذرية، ومن دون أن يشهد لبنان ملامح عد عكسي لموعد محتمل للخروج من هذه الحال.

محاولات المعالجة تتسابق مع عوامل الانحدار، ويجهد المعنيون لوقف الانهيار كما تستمر المساعي لتطويق وكبح سعر صرف الدولار. ولكن عبثا تفلح الجهود والمساعي خصوصا مع تعاظم الملفات واستمرار رجحان كفة المصالح السياسة الذاتية الضيقة على كفة المصلحة العامة للناس، حتى وإن كان المسؤولون وضعوا مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي على السكة، وحتى وإن كان ملف الغاز والنفط يشهد حراكا معلنا كان أو غير معلن، وحتى وإن كانت جميع القوى السياسية الموجودة في الحكومة وتلك الطامحة لدخول الشأن العام  تتهيب الاستحقاقات المقبلة في حال حصلت، وأولها الانتخابات النيابية المنتظرة الربيع المقبل والتي يصر عليها البطرك الراعي.

وعلى ما يبدو، فإن الساح المحلية ومعيشة الناس وأحوالهم المتردية، تتأثر أكثر فأكثر بالمجريات المرتقبة وتنتظرها: على مستوى تقوية كل من تلك القوى المحلية، استحكاماتها وأوراقها الشعبية من أجل خوض الانتخابات المفترضة، كما على مستوى المنطقة حيث تحاول القوى السياسية اللبنانية استطلاع تعزيز قوتها الداخلية، على أساس النتائج المرتقبة للملفات الإقليمية وأبرزها الملف النووي الإيراني والمحادثات المتقطعة حتى الآن، بين إيران والسعودية وبين السعودية وسوريا.

لكن اللبنانيين الموجوعين يريدون العيش بكرامة ولو بحده الأدنى. يرغبون بأن يستطيعوا تأمين قوتهم وحاجاتهم البديهية ولو بدوا متنازلين عن مستلزمات الأعياد المقبلة وبهجتها المعهودة، كما يأملون بانخفاض الأسعار وبكسر اندفاعة صرف الدولار فيما المسؤولون يأملون- بعد زيارة رئيس الجمهورية لقطر- بعودة جلسات مجلس الوزراء الى الانعقاد، في ظل محاولات تفكيك عقد مسألة تحقيقات المرفأ والقاضي طارق البيطار من جهة، وحلحلة مشكلة الأزمة بين لبنان والسعودية ومعها بعض دول الخليج من جهة ثانية.

حتى الآن لا يمكن القول سوى أن الإتصالات متواصلة سواء تعلق الأمر برئيس الجمهورية العماد عون الذي يستمر في اتصالاته، أو في ما يتعلق بإتصالات رئيس البرلمان نبيه بري، أم على مستوى تحرك رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

في أي حال الرئيس عون يلتقي أمير قطرالاثنين ويعود الثلاثاء، فإلى جانب تعزيز التعاون اللبناني القطري تكون الأزمة بين لبنان والسعودية وبعض دول الخليج على طاولة البحث، إضافة الى الملفات في المنطقة. وأما جانب من انعكاسات الأزمة خصوصا السياسية، فقد تجسدت اليوم في مشهدية انتخابات نقابة الأسنان التي شهدت تضاربا وتطايرا للصناديق، ما حدا بالمعنيين على إيقاف الانتخابات.

في تحركات الشارع، أعلن أهالي بيروت غدا الاثنين يوم غضب وإقفال طرق، احتجاجا على انهيار الأحوال المعيشية.

تبقى الاشارة الى إحدى التغريدات عن أن “الجوع يضرب تلاميذ المدارس في طرابلس” حيث روت احدى المعلمات، أن “طفلا فقد الوعي داخل الصف” وأن السبب هو الجوع.