الفنّ والعلم لا حدود لهما فكيف إذا تم دمجهما سويا؟ فالفن الرقمي هو من أجدد انواع الفنون الذي يساهم بشكل كبير في إظهار ابداعات فئات جديدة من المجتمع وبطرق متطورة ومختلفة جدا، ومن أبرز حسنات هذا الفن هو انه لا يميز بين انسان عادي وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبمساعدة “ألبيدو” بدأت هذه الظاهرة تنتشر أكثر فأكثر.
“ألبيدو” هي فسحة للإبداع الفني الرقمي تأسست في لبنان لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على اكتشاف إبداعاتهم الفنية عبر ورشات عمل ومعارض يتم عرض فيها نشاطاتهم الفنيّة، فمؤسِسَة Albedo Creative Platform السيدة غادة واكد تحرص على اعتبار أنه ليس هناك اي إعاقة او سبب بامكانه منع أي شخص من اكتشاف ابداعاته الفنية وذلك بمساعدة العلم.
ولكل من يريد التعرف اكثر على هذه الفسحة، بامكانه التوجه الى Station Beirut في سن الفيل الثلثاء 27 أيلول ولغاية الثلثاء 4 تشرين الاول، لحضور المعرض الذي تنظمه Albedo بحيث سيشارك عدد كبير من الفنانين الذين سيعرضون اعمالهم الفنية.
فما هي الغاية الاساسية من “ألبيدو”؟ وكيف تساهم وتساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على اكتشاف ابداعاتهم؟
الفن مساحة للجميع وخصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة
مؤسِسَة فُسحة “ألبيدو” غادة واكد تؤكد لـIMlebanon أن “ألبيدو هي فسحة للإبداع والفكرة تنطلق من أن الفن مساحة للجميع وأمر مفتوح أمام كل الفئات خصوصا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، و”ألبيدو” مبنية على التكنولوجيا والتقنيات المتطورة ما يعني أنه يمكن لأي شخص القيام بأي عمل فني وابداعي لأنه ليس بحاجة لكل جسده أو عقله وليس المجتمع من يقرر، وهذا الامر مهم جدا للانسان لانه سيغير كيفية التصرف في الحياة لان العالم الافتراضي لتلك التقنيات الجديدة تفتح المجال لهؤلاء الاشخاص كي لا يكونوا وحيدين”.
وتشدد واكد على أن “أساسيات “ألبيدو” هي الاضاءة على الامور الابداعية التي يقومون بها الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”، وتضيف: “على الناس أن يدركوا أن عملنا لا يأتي في سياق العمل الانساني أبدا، فكل شخص ذات إعاقة ما يمتلك حقوقا أكثر منّا وليس بحاجة لأن يتم تصنيفه لذلك لا نطالب بشيء انساني بل نطالب بالعمل الفني وان يكون عبر التكنولوجيا الجديدة”.
دمج بين الفنّ والعلم عبر استخدام التكنولوجيا
وتشير واكد الى أننا “المساحة الوحيدة في لبنان التي تجمع بين العلم والفنّ، فمشروعنا يجمع بين العلوم والفنون ويساعد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة لاكتشاف قدراتهم وابداعاتهم”.
وتقول: “لا يجوز ان يعامل الشخص الذي يعاني من إعاقة ما على أنه شخص ناقص وأن تحد أعماله بإنتاج الشمع والصحون والكبريت، وهدفنا الاساسي هو القيام بمنافسة بأمور ابداعية يقوم بها المواطن خصوصا أن اللبناني بطبعه حاد الذكاء ويمكنه المنافسة في اي أمر، ونسعى الى القيام بمنافسة عالمية مع الغرب لأن “ألبيدو” مبني على ورشات عمل ومعارض يتم كشف الابداعات من خلالها”.
وتكشف واكد أنه “في المرة الاخيرة عرضنا اعمال مصور كفيف”، وتشدد على أننا “لم نعرض أعماله لانه كفيف بل لان عمله جيد ومبدع ولكن صودف انه كفيف، لذلك من العادي جدا ان يكون لاي شخص إعاقة ما ويكون مبدعا في العمل الذي يحبه”.
الإعاقة نحن من نحددها.. وهذا خطأ
وتتابع واكد: “لا يجوز أن تُحد نشاطات أي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وعليه مواصلة عمله وملاحقة أحلامه ليحقق ناجاحات في العمل الذي يحبه ويراه مناسبا وألا يحد نفسه بسبب الاعاقة، فالإعاقة نحن من نحددها، فليس هناك إعاقة بل هناك مجتمع يصنف الانسان حسب هواه وهذا الأمر خاطئ ولا يحق لأحد أن يقوم بتلك التصنفيات”.
وتؤكد واكد أننا “نسعى الى إيجاد أشخاص يتمتعون بقدرات كبيرة لنسوق اعمالهم ليصبحوا أشخاصا معروفين في الحياة اليومية”، وتشير الى اننا “بحاجة الى عدد كبير من الاشخاص لخلق اجواء جديدة في مختلف المهرجانات والأعمال الفنية لذلك همّنا هو أن نجد فنانين مبدعين”.
معرض للفن الرقمي لعرض الابداعات
وتكشف عن أننا “سننظم معرضا للفن الرقمي تحت إسم “Le Cube” في “Station Beirut” في سن الفيل يبدأ الثلثاء 27 أيلول ويستمر حتى الثلثاء 4 تشرين الأول وسيضم المعرض المركز الفرنسي للفن الرقمي وسيستضيف عددا كبيرا من الفنانين ليعرضوا نشطاتهم وأعمالهم”.
وتختم واكد: “أدعو كل المواطنين للمشاركة في هذا المعرض الذي يستقبل كل الاشخاص، بحيث ليسوا بحاجة لأن يكونوا من حاملي الشهدات الجامعية، فإذا كانوا يتمتعون بموهبة معينة يمكنهم المشاركة ليطلعوننا على مواهبهم وخصوصا الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة لأننا نحن نتعامل معهم على أنهم أشخاص عاديون، وأدعوهم لأن يتعرفوا على التكنولوجيا الجديدة وكيف يكونوا فعالين بالأمور الفنية والعلمية”.
ولمن يرغب بالتواصل مع “ألبيدو” بامكانه زيارة صفحتهم الخاصة على فيسبوك او زيارة الموقع الالكتروني Albedo Creative Platform.