IMLebanon

تقرير IMLebanon: تصريف التفاح بين روسيا والجيش المصري و10 أيام قبل “الكارثة”!

apples-lebanon

الصبر… هذا كل ما يملكه ويتمسك به المزارع اللبناني وتحديدا مزارعو التفاح، فبسبب الأزمات الدائرة تأثر منتوج التفاح اللبناني بشكل كبير ما أدى الى أزمة تهدد لقمة عيش المزارعين الذين لا يملكون سوى تلك الفاكهة للعيش بكرامة.

ازمات المنطقة ووقف التصدير والتفاح الاجنبي الذي يتم استيراده من الخارج لينافس بشكل كبير الانتاج المحلي كلها عوامل تشكل ضربة قوية للمزارعين الذين سيخسرون الملايين اذا لم يتم ايجاد الحلول سريعا.

الحكومة غائبة والوزارة المعنية تعد بحلول ولكن من دون اي شيء عملي على الأرض ما تسبب في الساعات الماضية اعتصامات وقطع طرقات! فإلى متى سيستمر مصير هؤلاء المزارعين مهدد؟ وما هي الحلول المطروحة؟ وكيف يمكن تجنب تلك الأزمة التي تنذر بخسائر كبيرة؟

الصندوق بـ5 آلاف فيما كلفته 12 ألف

رئيس بلدية تنورين بهاء حرب يؤكد لـIMlebanon  ان “البلدة تنتج نحو 300 ألف صندوق تفاح في الموسم وهو المورد الوحيد ليعيش منه المزارع، فالمزارع يعمل كل العام في التفاح ليؤمن لقمة عيشه خلال السنة كلها، إلا ان هذا العام نواجه ازمة كبيرة لان صندوق التفاح الذي كان يباع بملغ 20 ألف أو 25 ألف ليرة أصبح سعره 5 آلاف و8 آلاف ليرة فيما كلفته هي 12 ألف ليرة تقريبا لذلك هناك خسائر فادحة سيتكبدها المزارع”. ويشير الى أنه “لو بقي سعر الصندوق على حاله اي 25 آلف ليرة فيبقى للمزارع مبلغ 12 ألف ليرة ليستفيد منه، فإذا المزارع يملك معدل 1000 صندوق فرضا فهذا يعني انه سيجني 10 ملايين ليرة يعيش بها كل العام”.

ويضيف حرب: “هذا العام لم نجد بعد اي بوادر خير بشأن تصريف الموسم خصوصا ان الأسعار المطروحة منخفضة جدا وتعد أقل من الكلفة، لذلك نسعى الى عقد اجتماعات مع المسؤولين والمعنيين ووزارة الزراعة والحكومة من اجل ايجاد حل لتلك الأزمة، ولكن حتى الساعة ليس هناك اي تجاوب سوى وعود انه سيتم تصريف الموسم إما عبر البنك الدولي او عبر طريق الدولة بحيث ستقدم مساعدات بقيمة 5$ للمزارع”.

المصيبة الأكبر

ويكشف حرب أن “آخر اقتراح اقترحناه على وزير الزراعة أكرم شهيب ورئيس الحكومة تمام سلام هو ان تؤمن الدولة جمع التفاح ووضعه في البرادات لان العملية تكلف 7 آلاف ليرة وهكذا يكون لدى الدولة الوقت الكافي لايجاد المخرج المطلوب ويحصل المزارع على مبلغ 20 ألف ليرة، لاننا اذا بعنا التفاح بملبغ 8 آلاف ليرة اليوم والدولة قدمت لنا مبلغ 5 آلاف ليرة كتعويض فحتى هذا الامر لن يساعد لان المبلغ سيصبح 15 آلف ليرة ونبقى ضمن الكلفة فلا يربح شيء المزارع”.

ويشير الى أن “المصيبة الأكبر هي تأجيل جلسة الحكومة التي ستعقد هذا الاسبوع الى الأسبوع المقبل لاننا لا نحمل اي تأجيل، واليوم حصل اجتماع شامل بين مناطق تنورين وبشري والعاقورة وقرطبا مع وزير الزراعة لايجاد الحلول”.

هل تشتري روسيا التفاح؟

حرب يكشف ان “هناك اقتراحاً آخر من رئيس الحكومة لتصريف التفاح، وهو طلب الدعم من البنك الدولي لنعطيه الانتاج ليتم توزيعه على اللاجئين السوريين، روسيا قبلت ان تأخذه إلا انها عرضته بمبلغ 8 آلاف ليرة وهذا الملبغ غير كاف، ونأمل ان نجد حلا سريعا واذا الدولة لم تجد اي مخرج فسنضطر على تجميع التفاح في البرادات من جيبنا الخاص حتى التوصل الى حل، فالمزراع لا يمكنه بيع الصندوق بـ8 آلاف ليرة، فإذا كلفته 12 ألف كيف يمكننا ان نبيع بأقل من الكلفة؟”

ويشدد حرب على أن “الأسباب التي أدت الى هذه الأزمة هي أن الأسواق العربية كلها مقفلة ومصر لم تأخذ التفاح منا هذا العام، وليبيا والخليج والعراق لم يشتروا منا التفاح، وروسيا أخذت تفاحها من سوريا، واسرائيل تصدر منتوجها الى معظم الدول الاوروبية، فنحن كنا متكلين على مصر والدول الخليجية التي كانت دائما تشتري منا التفاح إلا ان هذا العام دخلنا في أزمة”.

5$ للكيلو يمكنها ان تحل الأزمة كلها!

ويلفت الى أن “لبنان كله يحوي نحو مليون صندوق تفاح يعني إذا الدولة دعمت الكيلو بـ5$ فلن يشكل الأمر سوى 100 مليون دولار وهذا الأمر سيحل الأزمة كلها، ونحن كبلدية تنورين سنطلب من المزارعين نقل محصول التفاح الى البرادات ونحن سنكفلها”.

ويشدد حرب على أن “الازمة لا يمكنها ان تطول اكثر من 10 أيام لان الرياح ستشتد مما سيؤثر على المحصول وسنتكبد خسائر كبيرة، خصوصا أن مزراعي تنورين اتكالهم الوحيد هو على التفاح لان ليس هناك أي شيء يزرعونه، لذلك اذا الازمة لن تحل سندخل في مشكلة كبيرة وننشاد سلام وشهيب والوزراء كلهم ان يجدوا حلا لهذا الموضوع لأن المواطن لا ذنب له”.

الجنيه المصري.. السبب الأساسي للمشكلة

من جهته، يؤكد نائب رئيس بلدية بشري جوزف طوق في حديث لـIMlebanon أن “بلديات بشري وتنورين والعاقورة والضيع المجاورة اجتمعت مع وزير الزراعة أكرم شهيب الذي يسعى لإيجاد الحلول بأسرع وقت، والعمل جار على وضع خطة للتوفير في كلفة نقل محصول التفاح عبر دفع الدولة بعض الأموال وهكذا يمكننا ان نعوض قليلا من الخسائر”، ويكشف طوق انه “سيتم التواصل مع السفارة المصرية لايجاد مخرج لتصريف التفاح، خصوصا أن المشكلة الأساسية كلها مرتبطة بسعر الجنيه المصري مقابل الدولار مما أثر سلبا على كلفة التصريف”.

ويشير الى أننا “كنا في السابق نصرّف التفاح عبر الشحن إلا اننا اليوم نصرفه عبر البحر وهنا تكون الكلفة مرتفعة ثلاث مرات أكثر، فالازمات التي تعصف في المنطقة تمنعنا من التصدير البري إن كان الى الأردن او الخليج او حتى مصر، فكل التصدير أصبح عبر البحر مما يكلف جدا”، ويضيف أن “التفاح الأجنبي الذي يدخل الى لبنان يؤثر سلبا على محصولنا والوزير شهيب وعدنا انه سيقطع الاستيراد الذي يأتي من الخارج لأن التفاح الغريب يسبب مشكلة”.

هل يحل الجيش المصري المشكلة؟

ويضيف طوق أنه “إذا منعنا التفاح الغريب من الدخول الى لبنان، وخففنا من الأعباء الجمركية نحن والدولة المصرية فبالتأكيد سنصل الى حلول مفيدة، وهناك حديث عن تصدير التفاح الى الجيش المصري ليتم توزيعه عليه، وفي حال حصل هذا الأمر فسيتم بين الدولة المصرية والدولة اللبنانية من دون أي وساطة”.

ويختم طوق: “الخسارة كبيرة جدا والصندوق يباع اقل من كلفته، والمزارع في بشري اتكاله فقط على التفاح خصوصا أن نسبة 60% من المزراعين لا يزرعون سوى التفاح، لذلك الأمر مهم جدا بالنسبة إلينا وعلينا ايجاد الحلول قبل فوات الأوان لكي يصدّر المنتوج والا سندخل في مشكلة”.