IMLebanon

تمرّد بنشعي… مواجهة من الرابية إلى الضاحية!

frangieh-aoun-nasrallah

دلت الاشارات السياسية التي صدرت من بنشعي أمس، الى ان تيار “المردة” اتخذ قرارا بتبديل أسلوب المواجهة في المعركة الرئاسية التي يخوضها لايصال رئيسه النائب سليمان فرنجية الى قصر بعبدا. فأطلق الاخير سهاما قاسية ضد منافسه في السباق الرئاسي رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، أصابت شظاياها أيضا مرشِّحه الرئيس سعد الحريري، حيث حذر الاخير من تبني ترشيح زعيم التيار الوطني لان الخطوة ستعيد لبنان الى العام 1988، غامزا من قناة الانقسام الداخلي الذي عاشته البلاد في تلك المرحلة. في الموازاة، كان عضو كتلة “القرار الحر الموحد” النائب اسطفان الدويهي يدوّن اسمه في سجلّ المشاركين في جلسة الانتخاب رقم 45، في سابقة منذ وقوع الشغور كسرت القرار الذي اتخذه “حزب الله” و”التيار الوطني” بمقاطعة الجلسات الى حين بلورة اجماع على أن تؤول الرئاسة الى العماد عون.

مصادر سياسية متابعة لمسار الاستحقاق وتعرجاته، أشارت للوكالة “المركزية”، الى ان ما بدر من “المردة” أمس يؤكد ان الاخير قرر رفع سقف المواجهة مع مكونات بيته السياسي الداخلي كلهم وليس مع الرابية فحسب، بل مع الضاحية أيضا. فخلال “عشاء بنشعي” الاخير الذي جمع الحريري وفرنجية، أبلغ رئيس “المستقبل” مرشحه أنه قام بكل ما يمكن ان يفعله لدعمه الا ان الواقع بات يتطلب تحركا من قبله لرفع العقبات الموضوعة في طريقه الى بعبدا، من قبل حلفائه، وأولهم “حزب الله” الذي لا يزال يتمسك بترشيح العماد عون ليس لشيء الا لتعطيل الاستحقاق، كونه لا يريد ملء الشغور في المدى المنظور خدمة لمصالح ايران في المنطقة، على حد تعبير الحريري. وعليه، تقول المصادر، فان فرنجية يبدو أخذ نصيحة مرشِّحه في الاعتبار وبدأ بتبديل القواعد التي حكمت اللعبة الرئاسية منذ أشهر، فأوفد نائبا من كتلته الى البرلمان للمشاركة في جلسة الانتخاب في رسالة موجهة الى حلفائه، فحواها انه لم يعد مقتنعا بالواقع القائم، وأن الصبر الذي دعاه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى التحلي به، بدأ ينفد، وبالتالي فانه لن يفرّط بأسهمه المرتفعة بالوصول الى بعبدا- نظرا الى الدعم الذي يحظى به ترشيحه من قبل الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وعدد من النواب المستقلين- وبالتالي فانه قد يضطر الى وضع حدّ لمجاراته حزب الله، ذلك ان الاستمرار في النهج الحالي سيفوّت على 8 آذار فرصة انتخاب رئيس من قبلها وسيقضي على ترشيحيّ فرنجية وعون على حد سواء.

وبعيدا مما تصفه بـ”بوادر “تمرّد” المردة”، لكن دائما في السياق الرئاسي، تقول المصادر إن مآل المساعي التي يبذلها الرئيس سعد الحريري للخروج من المأزق الرئاسي يلفّه ضباب سميك، اذ تواجه جهوده محاولات غير معلنة لتطويقها وإجهاضها، عبر ربط الاستحقاق بسلة تفاهمات مسبقة من قبل الثنائي الشيعي والتشديد على ان الاتفاق على اسم الرئيس العتيد، ولو كان اسمه العماد عون، غير كاف. أما هذه السلة، واستنادا الى ما يرشح عن أوساط 8 آذار السياسية والاعلامية، فتشمل قانون الانتخاب والحكومة المقبلة رئيسا واعضاء وبيانا وزاريا وحصصا حيث يعتبر الحزب ان بعض الحقائب كـ”المالية” بات من حصة الفريق الشيعي في حين يفرض “فيتوات” على تولي أطراف سياسيين محددين كالقوات اللبنانية حقائب أخرى كالداخلية والدفاع، هذا ناهيك عن سعي “الحزب” الى نيل تعهدات مسبقة بعدم التطرق الى سلاحه والى قتاله في سوريا والى الاستراتيجية الدفاعية وبالعمل على رفع اسمه عن لوائح الارهاب العربية والغربية اضافة الى مصير المحكمة الدولية، ويطالب بمعرفة من سيتولى قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان المركزي ومن سيكون مدعي عام التمييز. وما دخول “الحزب” في هذه التفاصيل الصغيرة، الا دليل الى انه لا يرغب في تسهيل الانتخابات الرئاسية الآن، فهل يتيقّن حلفاؤه وأولّهم العماد عون، لهذه الحقيقة”؟ تختم المصادر.