IMLebanon

الرياشي من القاهرة: لبنان ينوء تحت أزمات تتطلب دعم الجامعة العربية

أكد وزير الإعلام ملحم الرياشي أن “لبنان لم يعد قادرا على حمل الاعباء، وأصبح ينوء تحتها، وتطرح عليه في المقابل حلول لا ترقى الى مستوى رفع الضغط عنه، بما يهدد العلاقة بين الضيف السوري والمضيف اللبناني، ويعرض أرضه وبنيته الرخوة للخطر الكبير”، مشيرا الى “أننا أمام أزمات حقيقية تتطلب دعم الجامعة العربية للبنان دعما حقيقيا لمواجهتها”.

ألقى الرياشي كلمة لبنان في اجتماع الدورة الـ48 لوزراء الاعلام العرب المنعقد في القاهرة، وقال: “احمل اليكم من بيروت سلاما مضرحا بجراحات وطن آثر ان يحمل على كتفيه اعباء شعوب اخرى، بل صراعات منطقة كاملة، فمن حروب على ساحته الى لجوء على ارضه، ومن نزاعات من حوله الى نزوح يثقل كاهله الغض.

عاد لبنان أيها السادة، نعم، لقد عاد لبنان، وعودته ولادة جديدة من قلب الرماد، لكن هذه العودة في بداياتها، حيث استقرت المؤسسات وانطلقت دورة بطيئة للحياة تحتاج اكثر ما تحتاج الى أن يقف العرب الى جانبه، وهي تحمل وتتحمل ملايين النازحين السوريين على مساحة لا تتعدى العشرة آلاف كيلومتر مربع.

نعم ايها السادة، لقد عاد لبنان وهو يحاول الامساك بصخرة الاستقرار في عمق فالق زلزال خطر يضرب المنطقة والاقليم، عادت الدولة الى بيروت لتحمل من جديد اعباء عربية كبيرة، وهي بعد طرية العود، عادت الدولة الى بيروت لكنها لم تصبح بعد دولة فعلية بما تعنيه الكلمة. فالاقتصاد ضعيف والأمن مرتبك والسياحة جهد لبناني بطولي لاعادة الصورة والثقة الى الضيوف والزائرين في قرانا ومدننا، والشرعية متمسكة بحقها في احتكار السلاح على أرضها كما أي دولة. والحكومة تجاهد لتطل على العالم بمشاريع إنماء تهالك، وكهرباء وماء هي من المسلمات. والوطن يحمل على بنى تحتية متهالكة عبء النزوح، ويحمله بكل أسف منفردا ووحيدا.

لبنان لم يعد قادرا على حمل هذه الاعباء، بل وأكثر، أصبح ينوء تحتها، وتطرح عليه في المقابل حلول لا ترقى الى مستوى رفع الضغط عنه، بما يهدد العلاقة بين الضيف السوري والمضيف اللبناني، ويعرض أرضه وبنيته الرخوة للخطر الكبير. إننا ايها السادة امام ازمات حقيقية تتطلب دعم الجامعة العربية للبنان دعما حقيقيا لمواجهتها”.

وأضاف: “وبعد، على صعيد الاعلام ودوره الريادي في إشراك الرأي العام حدثا وحديثا في تطوير حركة التواصل بين المجتمعات والدول، فإنني آليت على نفسي ان احذو حذو دول عربية سبقتنا الى هذه الخطوة، واعمل على إلغاء وزارة الاعلام اللبنانية واستبدالها بوزارة التواصل والحوار، لما في ذلك من حاجة محلية وعربية ومشرقية على السواء، ولما تحمل وزارة الاعلام من مفاهيم أصبحت ولا شك غير معاصرة، حتى لا نقول بالية، وانا في صدد العمل لأجل تحقيق هذه الغاية.

ومن هنا، من هذا المنبر ادعوكم جميعا الى خطوة كهذه تعزز مفاهيم التواصل والحوار في ما بين بعضنا بعض، كما أدعو الجامعة العربية الى الدفع في اتجاه هذا الامر في سبيل تحقيقه، لعل لقاءنا المقبل يعقد تحت عنوان “وزراء التواصل والحوار العرب”.

ودعا الى “التشاور حول مشروع اعلامي مشترك تؤسسه الجامعة العربية وتشرف عليه، واتمنى عليكم اليوم قبل الغد تشكيل لجنة وزارية لهذه الغاية، تضع الخطوط والخطط لهذا المشروع، فيعيد تقديم صورة المنطقة بعمقها وحضاراتها وحضورها الحقيقي الى العالم كما هي، وكما يجب ان تكون، لا كما صورها التطرف ودمرها”.