IMLebanon

قرار فلسطيني رسمي بمواجهة تسلل ارهابيين الى عين الحلوة

توحي التطوّرات المتسارعة على الصعيدين الأمني والسياسي في مخيّم عين الحلوة، بوجود تهديد إرهابي يتجاوز حدود المخيّم والجوار إلى أكثر من منطقة لبنانية على مستوى الجنوب وكل لبنان. فالمخاوف التي تحدّثت عنها بعض الفصائل الفلسطينية، والناجمة عن تسلّل مجموعات إرهابية إلى المخيّم وبدء بعض عناصرها بالتنظيم داخلياً، استدعت متابعة حثيثة من قبل كافة الأجهزة الأمنية في المخيّم وفي محيطه تزامناً مع تكثيف الإتصالات واللقاءات الأمنية اللبنانية ـ الفلسطينية المشتركة، لتطويق أي توتّر، والحؤول دون امتداده إلى الخارج أولاً، وللحؤول دون تحويل بعض شوارع المخيّم إلى مركز للتخطيط لتنفيذ اعتداءات إرهابية في مناطق مختلفة ثانياً.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية جنوبية مواكبة، عن حال استنفار شديد يشهدها مخيّم عين الحلوة منذ نحو شهر، وتحديداً منذ بدء عملية توقيف عناصر إرهابية كانت تخطّط لسلسلة تفجيرات خارج المخيّم، وتقوم في الوقت نفسه بعدة عمليات اغتيال لرموز فلسطينية في سياق السعي إلى تكريس قوتها في الشارع الفلسطيني. وأكدت هذه المصادر المطّلعة، على الإجراءات الجارية، وخصوصاً على المستوى السياسي الفلسطيني، أن سيناريو توتير المخيّم ليس جديداً، وقد سبقته عدة عمليات اغتيال وجرائم إرهابية في مخيّم عين الحلوة، وذلك بهدف السيطرة. وأضافت أن هذا السيناريو الإرهابي يندرج في سياق تكريس قوة التنظيمات المتطرّفة كأمر واقع في الشارع الفلسطيني في عين الحلوة وغيره من مخيّمات الجنوب. وكشفت المصادر عينها، أن الفصائل الفلسطينية نجحت في السابق في الحدّ من تعاظم نفوذ المتطرّفين والإرهابيين، لا سيما أن بعضهم هو طارئ على المخيّم، ومرتبط بالتنظيمات الإرهابية في سوريا.

من جهة أخرى، تحدّثت المصادر نفسها، عن أن المتطرّفين الذين تسلّلوا إلى مخيم عين الحلوة على مدى الأشهر الماضية، يستهدفون قيادات الفصائل وذلك بهدف إحباط الإجراءات الموضوعة للحفاظ على الإستقرار في المخيّم منذ اندلاع الصراع في سوريا. وأوضحت أن قيادات الفصائل قد تمكّنت من إحباط عمليات أمنية سعت إلى السيطرة على المخيّم، أو على بعض شوارعه، مما أدّى إلى ارتفاع منسوب الإستنفار في الفترة الأخيرة داخل المخيّم وفي الجوار، لا سيما بعد معلومات عن تزايد أعداد المتطرّفين في عين الحلوة. وأضافت المصادر عينها، أن القيادات الفلسطينية الرسمية في كافة المخيّمات، وفي عين الحلوة بشكل خاص، اتخذت قراراً حاسماً بقطع الطريق على كل محاولات توتير الأمن في كل المخيّمات من دون استثناء، كما على الوقوف في وجه أي استغلال لمخيّم عين الحلوة لتعكير الإستقرار اللبناني بشكل عام. وشدّدت على أن هذا التوجّه قد أتى بعد تنسيق وتواصل مع الأجهزة الرسمية والسياسية والأمنية اللبنانية، وذلك لمنع أي تنظيمات إرهابية من السيطرة على أجزاء من المخيّم، والإنطلاق منها لتنفيذ اعتداءات إرهابية. وأشارت إلى أن جولة عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» عزّام الأحمد على القيادات اللبنانية خلال الأيام الماضية، حملت مواقف مؤكدة على مواجهة كل محاولات النيل من أمن المخيّمات، وعلى التنسيق المتواصل لسحب فتيل أي توتّر يهدّد الأمن الفلسطيني والأمن اللبناني، وذلك من خلال ملاحقة منفّذي عمليات الإغتيال وتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية المختصة.

وفي هذا السياق، فإن القيادات الفلسطينية كافة في مخيّم عين الحلوة، قد أطلقت سلسلة إجراءات داخلية لحماية الشارع من أي استهداف إرهابي، كما كشفت المصادر نفسها، التي توقّعت أن تظهر نتائج إيجابية على هذا الصعيد في المرحلة المقبلة.