IMLebanon

ابو طاقية كاد يرحل مع «النصرة» لولا ضمانات محلية

اذا كان تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» يتبادلان العداء على صعيد قيادتيهما المركزية، حيث يكفّر كل طرف منهما الآخر، وغالبا ما اقتتلا في معارك عسكرية على الرقعتين اللبنانية والسورية في لعبة مناطق النفوذ، لابراز القوة وتقديم الاوراق لغرفة العمليات السرية التي تديرهما عن بعد كون الفصيلين الارهابيين ينهلان من مورد واحد، الا ان هذه الصورة من حيث العلاقة السيئة والعدائية بينهما لا تنطبق اطلاقا عليهما في مخيمات الشتات الفلسطيني حيث توحدا وقاتلا معاً في مخيم اليرموك الدمشقي وكذلك في مخيم «عين الحلوة» يوم حاولت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة انهاء ظاهرة الارهابي بلال بدر، وكانت النتيجة التفاف كافة القوى الاسلامية التكفيرية حوله، وقاتلت تحت راية واحدة سميت «الشباب المسلم» وضمت كافة شذاذ الآفاق من «القاعدة» و«داعش» و«النصرة» و«جند الشام» «فتح الاسلام» و«كتائب عبدالله عزام»، وواجهت «فتح» بمعركة ضارية كانت حصيلتها عشرات القتلى والجرحى على صعيد المصابين ونجاح بلال بدر في كسر خشم الفصائل الفلسطينية وفي طليعتها «فتح» وفق اوساط ميدانية فلسطينية.

وتضيف الاوساط انه في الوقت الذي كان يعد فيه «حزب الله» لمعركة جرود عرسال لاقتلاع «النصرة» بقيادة ابو مالك التلي، توقع المراقبون ان يتوحد «النصرة» مع «داعش» لمواجهته، الى حد ذهبت بعض الوسائل الاعلامية الى الحديث عن قيام غرفة عمليات عسكرية مشتركة بين الطرفين لادارة المعركة، الا ان المجريات الميدانية اثبتت العكس تماماً وذلك بالتزام «داعش» الحياد واغلاق منطقة نفوذها في جرود الفاكهة ورأس بعلبك والقاع ومنعت فلول «النصرة» من اللجوء اليها اذا لم تقم بمبايعة ابو بكر البغدادي، الا ان المفاجأة برزت بعد هزيمة «النصرة» ومحاصرتها في وادي حميد من خلال المفاوضات التي جرت بين الجهات اللبنانية والتلي تمهيداً لخروج جماعته وفق شروط صارمة حيث كان التلي يصر على اخراج اسلحته الثقيلة معه وهذا ما رفضته الجهات المعنية، فاستبدل ذلك بوضعه شرط لخروج 120 ارهابياً من مخيم «عين الحلوة» بمعيته وهم خليط غريب عجيب من التنظيمات الارهابية المنضوية تحت راية «الشباب المسلم» كشادي المولوي وهيثم الشعبي وبلال بدر واسامة الشهابي وامير «داعش» الشرعي في مخيم عين الحلوة هلال هلال، اضافة الى فلول جماعة احمد الاسير، ولعل اللافت ان هذه المجموعة بدت متحمسة للخروج مع التلي ما يثبت ان الحاضنة الفلسطينية للتكفيريين نجحت في دمج «النصرة» و«داعش» في بوتقة واحدة عكس واقع الحال للفصيلين الارهابيين على الساحتين اللبنانية والسورية، الا ان الجهات اللبنانية رفضت الامر جملة وتفصيلاً كون هؤلاء متورطين باعمال ارهابية وببعض دماء شهداء الجيش اللبناني.

وتشير الاوساط الى ان التلي امر بانزال «القزقوز» من احدى الحافلات حيث اعدم رميا بالرصاص عشية انطلاق القافلة التي ضمت 7777 شخصا يشكلون جيشاً رديفاً «للنصرة»، كونه متهم بالانتماء الى «داعش» وقيامه باغتيال قيادي في «النصرة»، وفي المعلومات ان اللبنانيين الذين خرجوا مع التلي بلغ عددهم 27 مقاتلاً من عرسال وطرابلس والضنية، وانه لدى وصول القافلة الى ادلب امر التلي باعتقال 10 اشخاص من اتباعه وزجهم في سجون «النصرة» بتهمة التعامل مع «داعش» وبينهم لبنانيون فهل كان السجن بانتظار مصطفى الحجيري «ابو طاقية» الذي كاد يصعد احدى الحافلات للرحيل مع «النصرة» لو لم يتلقَ ضمانات من احدى الجهات السياسية كونه كان على علاقة مع «داعش» بموازاة علاقته مع «النصرة» وسلمه الجنود المخطوفين الذين لا يزالون مجهولي المصير، وهل كان اسلاميو «عين الحلوة» وفي طليعتهم امير «داعش» الشرعي هلال هلال سيكونون غنائم بعد وصول التلي الى ادلب ليلقوا ترحيباً في سجون «النصرة»؟