IMLebanon

الحريري يبدأ طريق الرئاسة من بنشعي

التطورات المتسارعة التي ترافق عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج سيكون لها فعلها في تسريع الحلول الرئاسية إذا مضت الأمور في الاتجاه المرسوم الهادف الى إنقاذ لبنان من براثن الفراغ الرئاسي الذي أخذت تداعياته تنعكس ضرراً كبيراًَ على الوطن والمواطن.

وكان طبيعياً أن يبدأ الرئيس الحريري حراكه الداخلي بمرشحه لرئاسة الجمهورية الوزير سليمان فرنجية ليتباحثا في التطورات كافة الآيلة الى إجراء الاستحقاق الرئاسي في جو من التفهم والتفاهم، والمصارحة، والبحث عن مخرج لهذه الازمة المتفاقمة التي أفقدت لبنان الكثير من مقوّماته.

وفي المعلومات أنّ فرنجية في أجواء مضامين البحث الذي تناوله والحريري، وقد حرص الجانبان على أنْ يكون بعض أركان تياري المستقبل والمردة حاضرين ومشاركين في هذا الحوار الذي جرى وفق المصادر العليمة، في أجواء إيجابية وتوافقية.

وكما سبق لِـ»الشرق» أن ذكرت في حينه فإنّ الزيارة الى بنشعي ليست إلاّ المدخل للقاءات عديدة سيجريها الشيخ سعد الحريري خصوصاً مع القيادات المسيحية، وبالذات مع العماد ميشال عون، في وقت تجري مباحثات جدّية بين أركان «التيار الوطني الحر» و»تيار المستقبل» تهدف الى التوافق على سائر تفاصيل المرحلة المقبلة.

هل هذا يعني أنّ جلسة يوم غد الأربعاء الرئاسية ستكون حاسمة؟ ليس بالضرورة، إلاّ أنّ الجلسة التي تليها ستحمل الحل الرئاسي الى اللبنانيين وإلى العالم كلّه، إذا مضت الأمور وفق ما هو مرسوم لها…

وهكذا تكون عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت قد خرقت جدار الجمود في الاستحقاق الرئاسي، إذ انتقل «بيت الوسط»، وبشكل دراماتيكي، الى «مطبخ» للتسوية، التي كثر الحديث عنها في الأيام الماضية، وعلى الرغم من المعطيات السلبية التي تحيط بجلسة الانتخاب الرئاسي الرقم 45، والتي ستكون كسابقاتها، كشفت معلومات لموقع «ليبانون ديبايت»، أنّ سيناريو التسوية الرئاسية للخروج من حال الشغور الرئاسي، قد بدأ يرتسم في الكواليس السياسية لدى المراجع المعنية.

ومن المرتقب أن يضع هذا السيناريو حداً للعبة «عض الأصابع» التي وصلت الى الذروة مع بدء تحديد روزنامة تحرّكات لـ»التيار الوطني الحر» في الشارع.

ومن شأن حركة الحريري في الأيام المقبلة التي ستلي جلسة الانتخاب، أن تثمر معادلة سياسية جديدة تكرّس التسوية التي ستنهي الفراغ في قصر بعبدا.

وتحدّثت المعلومات عن مقاربة مقترحة يجري العمل عليها تضمن لكل أطراف الازمة الحالية حفظ ماء الوجه أمام قواعدها الشعبية.

وفي هذا الإطار، فإنّ الرئيس الحريري يتجه الى ترك الخيار أمام نواب كتلة «المستقبل» لاتخاذ القرار الذي يعتبرونه مناسباً بالنسبة لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، خصوصاً وأنّ عدداً قليلاً من نواب «المستقبل» فقط قد أبلغوا الرئيس الحريري رفضهم المطلق التصويت للعماد عون.

وهذه المعادلة، كما أضافت المعلومات، ستنسحب على كتلة «اللقاء الديموقراطي»، إذ انّ النائب وليد جنبلاط سيترك الخيار أيضاً لنواب كتلته على أن تتوزع الأصوات بين عون والنائب هنري حلو.

تسوية رئاسية منسوبة لبري

ذكرت أوساط إعلامية أنّ الرئيس نبيه بري يؤثر تسوية تقوم على العماد جان قهوجي رئيساً للجمهورية وتشكل حكومة يكون رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وزيراً للداخلية فيها.

إلاّ أنّ أوساط رئيس مجلس النواب لم تعلق على هذه المعلومة لا تأكيداً ولا نفياً.