IMLebanon

الزيارة الرئاسية… لبنان لا يعيش بمعزل عن الاشقاء

كتبت تيريز القسيس صعب:

كسر الجليد الخليجي تجاه لبنان علي الرغم من قساوة البرودة المناخية، والمتمثل بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية وقطر، وعلى رأس وفد وزاري رفيع المستوى، لاقى استحساناً وتشجيعاً دولياً واقليمياً، إذ ان مصادر ديبلوماسية أجنبية في بيروت واكبت تحركات وتصاريح الوفد الرئاسي الى المملكة وقطر، وقالت لـ»الشرق« »لا يمكن للبنان ان يعيش بمعزل عن اخوانه العرب لاسيما الدول الخليجية، فلبنان جزء لا يتجزأ من الدول العربية، ودوره ريادي ومؤثر بين المجموعة العربية، كما يمثل بوابة الشرق بالنسبة الى الدول الاوروبية وما يربطها من ثقافة وحضارة.

صحيح ان رئيس الجمهورية والوفد المرافق كان مرتاحاً للزيارة الاولى التي توجت العهد الجديد، إلا ان السؤال يبقى في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وترجمته على أرض الواقع، خصوصاً وأن الكلام الخليجي كان واضحاً حول عودة السياح الى الربوع اللبنانية »وأن لا مانع بعودتهم والتمتع في قضاء العطل السنوية، لكن شرط ان تبقى الدولة على جهوزيتها التامة، ومتأهبة لأي طارئ قد يحصل، وأن تحافظ على الأمن والاستقرار الداخلي والذي يعتبر أولية وضرورية لعودة هؤلاء السياح«.

هذا ونقل عن مصدر سياسي مرافق للرئيس عون ان اعادة فتح الأبواب بين لبنان ودول الخليج خطوة مشجعة ومطمئنة قد تعيد العلاقات تدريجياً الى سابق عهدها، كما قد تنعش الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية بعد الركود الذي طاولها خلال السنوات الماضية.

وقال المصدر ان ترميم العلاقات اليوم سيكون له تداعيات ايجابية على الأوضاع كافة، كما سيحرك من جديد العجلة الاقتصادية، والاستثمارات الخليجية، مما قد يساعد على تخطي الأزمات المعيشية والمالية الى حد ما.

إنما هذا الأمر لتنفيذه وترجمته يجب ان يستحوذ متابعة مكثفة من قبل المراجع الوزارية والديبلوماسية المختصة بين البلدين عبر زيارات متبادلة قد يقوم بها وزراء سعوديون وقطريون الى لبنان خلال الأشهر القادمة لتفعيل العمل الاقتصادي والتجاري، كما لاطلاق الشرارة الأولى بعودة السياح الخليجيين الى لبنان عبر التأكيد على ان الأمن والاستقرار في لبنان بات اليوم ممسوكاً ومضبوطاً.

أما في ما خص الهبة السعودية المقدمة الى الجيش اللبناني والمقدرة بـ3 مليارات دولار أميركي، فإن مصادر سياسية كشفت لـ»الشرق« ان الرئيس عون لم يطرح مباشرة الافراج عن المساعدات المجمدة للجيش اللبناني، إنما تطرق من باب ضرورة تسليح الجيش والقوى الأمنية في هذه المرحلة بالذات لمحاربة الارهاب والتطرف في المنطقة، والمحافظة على الأمن والاستقرار الداخلي. وقد سمع تشجيعاً وتجاوباً من الملك السعودي حول هذا الأمر واعداً بمتابعة الملف مع المراجع السعودية المختصة.

إلا ان هذا الأمر يبقى مدار تساؤلات واستفسارات لدى المراجع الدولية والعربية حول الجهة التي ستستفيد من هذه الهبة، وهل من تطمينات محددة قد تعدها الدولة اللبنانية بأن هذه الأسلحة ستسلم الى الجيش والقوى العسكرية وحدها؟

هذا الموضوع مازال الى حينه معلقاً، وهو في حاجة الى متابعة حثيثة ودقيقة من المراجع كافة لتطمين الجهات المساعدة، ومحو التساؤلات والاستفسارات حول هذا الأمر، مع العلم ان الدولة الفرنسية أوعزت الى السلطات السعودية عن استعدادها لبدء تسليح قسم من الأسلحة للجيش بعد ان تم تصنيعها وتجهيزهم، وهي في انتظار الاشارة السعودية في ذلك.

إضافة الى ذلك، فإن الزيارة أخذت بعداً عربياً عربياً، خصوصاً وأن رئيس الجمهورية أكد على ضرورة تماسك وتضامن الدول العربية فيما بينها لمواجهة الارهاب والتطرف في المنطقة، والذي بات يهدد كل دولة وكل زاوية في العالم من دون استثناء.

وكان اجماع على ضرورة تفعيل التضامن العربي والتنسيق فيما بين الدول في المحافل الدولية والعربية حول القضايا المتعلقة بالدول العربية والمنطقة. كما ان القمة العربية المرتقب عقدها في الاردن نهاية آذار المقبل ستكون مناسبة جامعة لاعادة لمّ شمل الدول العربية حول قضاياهم المشتركة، وعودتهم الى كنف المنظمات العربية الموحدة.