IMLebanon

 بكركي تجمع الوزراء المسيحيِّين.. و«المستـــقبل» يُحضِّر لـ 14 شباط

بدأت تتحكّم بالواقع السياسي في هذه المرحلة أربعة ملفات ـ استحقاقات يُتوقّع أن يكون للمواقف منها انعكاساتها على مستقبل الاوضاع في البلاد. أوّلها زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي لواشنطن التي تشكّل حدثاً مفصلياً من حيث توقيتها ولمجموعة أسباب لا يمكن فصلها عن النطاقين السياسي والعسكري. فهي تتّصل في مضمونها بالوضع في جرود عرسال و«داعش» والوضع في سوريا ولا تنفصل عن مصير الإستحقاق الرئاسي، بشكل أو بآخر. وثاني هذه الملفات ذكرى 14 شباط وما ستشهده سياسياً ومدى ارتباطها بترشيح رئيس تيار«المردة» النائب سليمان فرنجية وطبيعة الكلام السياسي الذي سيقوله الرئيس سعد الحريري سواء حضرَ الذكرى شخصياً او تحدث فيها عبر الشاشة. وثالثها قضية الوزير السابق ميشال سماحة وإمكانية انفجارها داخل الحكومة وما يمكن أن يكون لهذا الإنفجار من انعكاسات على مستقبل الوضع الحكومي. امّا رابع هذه الملفات فهو الانتخابات البلدية والاختيارية التي تبدو انها عنوان يعلو وينخفض، ويُقال إنّ مصيرها مرتبط بموقف نهائي يُفترض أن يتّخذه تيار«المستقبل» وقوى سياسية أخرى ويُبلغونه الى المعنيين.

في وقت واصل الجيش اللبناني قصف مواقع المسلحين في جرود عرسال، أكدت مصادر عسكرية لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش يراقب الوضع الامني داخل بلدة عرسال ومحيطها وفي الجرود عن كثب، ويعمد الى تنفيذ العمليات الإستباقيّة في أي مكان يأتي منه الخطر». ونفى كل «ما يشاع عن تردّي الوضع في عرسال والجرود»، مؤكدة أنّ «كل الأمور تحت السيطرة والجيش يمسك زمام المبادرة».

واكدت المصادر أنّ «الجيش يضع كل الخطط والإحتمالات تحسّباً لأي تطوّر عسكري في المنطقة، وهو مستعدّ لمواجهة «داعش» او أي تنظيم آخر يفكّر بالاقتراب من بلدة عرسال أو محاولته تنفيذ أي خرق محتمل». وأوضحت أنّ «العملية الخاطفة التي نفّذها الجيش في وادي الأرانب أتت بعد رصد مخابرات الجيش للمجموعة الإرهابية، ولم يحصل أي تعاون مع أي جهاز إستخباراتي أجنبي».

وفي سياق متصل، أوضحت المصادر أنّ «زيارة قائد الجيش الى العاصمة الاميركية أتت بنتائج إيجابية على صعيد تسليح الجيش واستجابة الولايات المتحدة»، مشيرة الى أنّ «هبة الـ3 مليارات دولار السعوديّة هي بين السعودية وفرنسا ولبنان ولا تؤثر في إبطاء عملية تسلم الأسلحة أو تسريعها».

«الحزب» في الرابية

رئاسياً، بقي الترقب سيّد الموقف لِما ستحمله الايام الفاصلة عن جلسة 8 شباط من تطورات تتصل بملف الاستحقاق الرئاسي.

وفي الحراك، علمت «الجمهورية» انّ وفداً من «حزب الله» سيزور الرابية اليوم ويلتقي رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون.

ويضمّ الوفد، الى الحاج حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن وعضوي المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي ومصطفى الحاج علي.

وتأتي هذه الزيارة في الذكرى العاشرة لتوقيع «وثيقة التفاهم» بين «الحزب» و»التيار الوطني الحر»، كمناسبة لتكريس هذا التفاهم وتأكيد التحالف الذي لا يمكن لأحد ان يضربه او يهزّ العلاقة بين الطرفين.

كذلك تأتي هذه الزيارة قبل يومين من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ35. وفي المعلومات انّ وفد الحزب سينقل الى عون تحيّات أمينه العام، وسيجدد أمامه المواقف التي اعلنها في إطلالته المتلفزة الاخيرة وتحدث فيها عن الانتخابات الرئاسية، مكرراً على مسامعه دعمه ترشيحه طالما هو مرشّح، ومؤكداً الاستمرار في الوقوف الى جانبه.

وعلمت «الجمهورية» ايضاً انّ السيد نصرالله ستكون له اطلالة جديدة قريباً في الاحتفال الذي سيقيمه الحزب في «يوم الشهيد» وذكرى الشهداء القادة: السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وعماد مغنية.

ولم يحدد بعد موعد الاحتفال، علماً انّ يوم الشهيد يصادف 11 الجاري. لكن المعلومات رجّحت ان يتحدث السيد نصرالله في 16 الجاري، اي بعد مناسبة 14 شباط، وهي مناسبة ستكون محط الانظار لجهة المشاركين في إحيائها، علماً انّ الحوار الثنائي بين «الحزب» وتيار»المستقبل» مستمر وسينعقد في جولة جديدة يوم الخميس المقبل.

فرنجية

في هذا الوقت، اعلن فرنجيه الاستمرار في خوض السباق الرئاسي، واكد «انّ الامور ايجابية، وانّ الظروف السياسية هي التي توصِل رئيس الجمهورية»، واعتبر انّ «الرئاسة محطة وان لا خلاف مع حلفائنا».

ودعا فرنجية، خلال عشاء «خميس الذكارى» الذي يُقام في قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجية، الى «عدم الانجرار الى السجالات الاعلامية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي»، متوجّهاً الى «القاعدة الشعبية» قائلاً: «أنتم الاساس، ومن هذه القاعدة انطلق الرئيس سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ومن هذه القاعدة سأنطلق اذا كانت لديّ الحظوظ للفوز برئاسة الجمهورية».

بين بيروت والرياض

وعلى مسافة اسبوع من إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الجاري، استمرت حركة مسؤولي وقياديي تيار «المستقبل» في اتجاه الرياض التي توجّه اليها أمس عدد من القياديين ويستعد آخرون للتوجّه اليها اليوم لتكون القيادة كاملة غداً ويتقدمها رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، ومستشاري الحريري النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري.

وسيتقرر خلل اللقاء كل ما يتصل بالترتيبات النهائية للإحتفال بالذكرى يوم الأحد في 14 من الجاري وما ستشهده من مواقف.

وقالت مصادر مطلعة انّ الحديث عن بعض الترتيبات ما زال في إطار التكهن ولا سيما على مستوى حضور الحريري شخصياً في الإحتفال او عدمه. ولفتت الى انّ مثل هذه القرارات مؤجلة الى اللحظات الأخيرة بالإستناد الى المعطيات السياسية والأمنية، مؤكدة انّ حضور الحريري او عدمه هو قرار سياسي أكثر منه أمنياً.

سعيد

وكان الحريري التقى في الرياض أمس النائب مروان حمادة، على أن يلتقي اليوم منسّق الامانة العامة لـ14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد الذي كان أجرى أمس في بيروت جولة جديدة من المشاورات شملت السنيورة ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والوزير بطرس حرب.

وعشيّة توجّهه الى العاصمة السعودية، اكتفى سعيد بالقول لـ«الجمهورية»: «هناك وَعي لدى الجميع لمدى خطورة الاوضاع، وسألتقي الرئيس الحريري وعدداً من المسؤولين السعوديين، حاملاً معي وجهة نظر 14 آذار إزاء التطورات».

وكان المكتب الإعلامي للسنيورة أوضح، في بيان، انّ لقاءه مع سعيد الذي عقد بحضور النائبين احمد فتفت وعمار حوري «كان مناسبة لاستعراض الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة من مختلف جوانبها، والتأكيد على اهمية التمسّك باتفاق الطائف وصيغة العيش المشترك وثوابت انتفاضة الاستقلال في اعتبارها، الانتفاضة الوطنية الاسلامية ـ المسيحية في وجه الوصاية التي كانت مفروضة على لبنان، وأهمية الاستمرار على الأسس نفسها لمواجهة أي محاولة لإحلال أيّ وصاية جديدة على لبنان واللبنانيين».

وأبو فاعور عاد من الرياض

وكان وزير الصحة وائل ابو فاعور عاد من الرياض أمس الاول من طريق باريس، بعدما التقى الحريري ومدير المخابرات السعودية خالد الحميدان، وبحث معهما في مختلف التطورات ولا سيما تلك المتصلة بالإستحقاق الرئاسي وجلسة الانتخاب المقررة بعد غد الاثنين والملفات الكبرى المطروحة.

لقاء وزاري مسيحي في بكركي

ومن جهة ثانية، وفي اول خطوة عملية لتفعيل السعي الى معالجة الوضع المسيحي في الإدارات العامة، قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ البطريركية المارونية وجهت الدعوة الى لقاء وزاري موسّع يعقد يوم الجمعة المقبل على مستوى الوزراء المسيحيين في الحكومة في بكركي للبحث في سلسلة من الإحصائيات والتقارير الدقيقة التي وضعت حول الحضور المسيحي في الوزارات والمؤسسات العامة والهيئات المستقلة.

وأوضحت مصادر تشارك في تحضير هذه الإحصائيات والتقارير «انّ مضمونها سيشكّل محطة مهمة في إلقاء الضوء على الواقع الإداري من جوانبه المختلفة، ولا سيما بالنسبة الى الغبن الحاصل فيها، وتحديداً في المواقع الإدارية من الفئتين الثانية والثالثة.

بالإضافة الى معلومات تتصل بتدابير داخلية تتعلق بطريقة إدارة المؤسسات العامة، والتي تحوّل بعضها مؤسسات وخلايا حزبية يديرها مستشارون بالإضافة الى حجم الفساد المستشري فيها».