IMLebanon

الحريري في طرابلس: الرسالة وصلت

ذكّر بـ «قوة الاعتدال» التي أنجزت المحكمة وضربت العبسي وحبست سماحة.. ودعا لوقف «العنتريات» باسم الحريرية

الحريري في طرابلس: الرسالة وصلت

في زيارة اكتسبت معاني وأبعاد بالغة الدلالة شكلاً ومضموناً، حلّ الرئيس سعد الحريري بين أهله وناسه في الفيحاء ولم يتأخّر في الدخول مباشرةً في صلب «الموضوع» غداة الانتخابات البلدية الأخيرة، فوجّه جملة رسائل وطنية وسياسية أكد فيها احترام صوت الطرابلسيين وإرادتهم بعيداً عن أي تشكيك بوفائهم لتيار «المستقبل» ولخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري قائلاً: «طرابلس لا تخرج من جلدها (…) وصلني صوتكم ووصلتني رسالتكم وأنا مسؤول عنها»، مع تشديده على كون مفهوم الحريرية الوطنية للسياسة لا يرتكز على تبوؤ المناصب ولا تحقيق المكاسب: «مناصبنا الشهادة وأموالنا نخسرها في السياسة». 

وفي كلمته خلال مأدبة الإفطار التي أقامها غروب أمس في معرض رشيد كرامي الدولي على شرف عائلات طرابلس والكورة في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وحشد سياسي وروحي وبلدي وأمني وحزبي ونقابي واجتماعي وتربوي واقتصادي وشعبي، ردّ الحريري على «الموضة» السائدة في شرح الحريرية الوطنية بعد أن وصلت إلى حدّ «دعوة بيت الحريري لكي يعودوا للحريرية ودعوة سعد ليعود حريري ودعوة سعد ليعود لرفيق»، فآثر أن يكون الرد مقتبساً عن لسان الرئيس الشهيد نفسه حين قال في جوابه على سؤال للصحافي غسان شربل نهاية العام 2004: «دعني أختصر لك موضوع التنازلات (…) أنت أمام طائرة مدنية مخطوفة ولا تستطيع تحرير الرّكاب بالقوة فماذا تفعل؟ جوابي هو أنّ الأولوية لسلامة الركاب وإنقاذهم فمجرّد إنقاذ بيروت ولبنان يشكّل عقاباً للخاطفين». وعليه أردف الحريري متوجهاً إلى اللبنانيين أمس: «أليس هذا لسان حالنا ولسان حال بلدنا اليوم؟ نعم. ما زالت الطائرة مخطوفة، وواجباتي ومسؤولياتي أن أعمل بروح رفيق الحريري على إنقاذ الركاب وتأمين سلامتهم. ومن الآن أقول لكم: الخاطف لن يتمكن أن يكمل والطائرة قريباً بإذن الله ستهبط بالسلامة في مطار رفيق الحريري الدولي وتعطي الأمان والكرامة للركاب ولكل لبنان، والخاطف سينال نصيبه». أما لمن لديه رأي مختلف عن نهج الحريرية الوطنية الحقيقية فتوجه بالقول: «يا أخي أنت حرّ برأيك، ولكن أرجوك «حلّ عن رفيق الحريري وعن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري باسم رفيق الحريري»، مع تذكيره كل من أصبح فجأة من الخبراء المحلّفين برفيق الحريري ومبادئ الحريرية بأنّ الرئيس الشهيد كان في كل مرة يُسأل فيها عن أهم شيء في الدنيا يجيب: «الصدق.. وأساسه الوفاء».

وفي مقابل محاولات تشويه صورة الاعتدال وإظهاره على أنه ضعف، شدد الحريري على كون الاعتدال «قوة حقيقية» استطاعت الوقوف في وجه الإرهاب والفتنة والضلال والهمجية، مذكراً بأنّ هذه القوة تمكنت من إنقاذ طرابلس وكل لبنان وسمحت بضرب «فتح الإسلام» بقيادة الإرهابي شاكر العبسي «التي أرسلها المجرم بشار الأسد»، وأعادت المجرم ميشال سماحة إلى السجن بعدما «أرسله معلّمه المجرم في سوريا لكي يفجر فتنة مذهبية وطائفية في لبنان»، كما أنجزت المحكمة الدولية وقبلها أخرجت النظام السوري من الأراضي اللبنانية «بعدما نزل كل المعتدلين من كل المناطق والطوائف إلى الساحات في 14 آذار 2005».

إنمائياً واقتصادياً، جدد الحريري العهد لطرابلس بأنه سيكون في مقدمة حملة النهوض بها، لافتاً الانتباه إلى أنّ مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة الذي بدأ تنفيذه لن يكون معزولاً إنما سيكون معه «خط سكة الحديد وشبكة الطرق التي تربط طرابلس بالعمق السوري شمالاً وشرقاً، ومرفأ طرابلس.. وهذا المشروع سيجعل من طرابلس منصّة إعادة الإعمار وتوفير الاحتياجات لسوريا والعراق عندما يتم الحل السياسي فيهما»، معرباً في هذا السياق عن ثقته بأنّ «الحل آتٍ وسوريا ستتخلّص من بشار الأسد».

ولاحقاً، استقبل ميقاتي الحريري في دارته في الميناء في حضور النائب أحمد كرامي والنائب السابق غطاس خوري والسيد نادر الحريري، وبعد اللقاء الذي استعرض التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة أوضح الحريري أنه جرى خلاله تناول شؤون مدينة طرابلس وأردف: «سنكمل المشوار سوياً لمواجهة التحديات الكبرى في البلد التي تفرض علينا التضامن، لا سيما أن الفراغ الرئاسي يؤدي إلى تأكل كافة المؤسسات».