IMLebanon

مطار القليعات… إليكم المعوقات التي تحول دون تشغيله!

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

بعد مطالبات في السنوات الماضية لإعادة تأهيل مطار القليعات وتشغيله لاعتبارات عدة، منها اقتصادية ووطنية لتنمية منطقة الشمال، وأخرى لاعتبار البعض أن مطار رفيق الحريري خاضع سياسياً وعسكرياً لـ”حزب الله”، وبالتالي لا بد أن يكون في لبنان مطار ثانٍ خارج سيطرته، قام بعض نواب المنطقة بمحاولات حثيثة لحث المسؤولين على تحريك الملف لأهميته الحيوية لمنطقة الشمال. لكن يبدو ان المساعي توقفت والمحاولات جُمِّدت ووضع الملف في الأدراج مجدداً. ما السبب؟ وهل من مسعى جديد لاستئناف الاتصالات لتشغيل المطار. وهل وراء وقف الحركة موقف سياسي او فني؟

عضو تكتل “لبنان القوي” النائب اسعد درغام يؤكد لـ”المركزية” ان “الحاجة ملحّة للمطار، لكن في المقابل ثمّة عوائق كثيرة تحول دون تشغيله راهناً. وبرأيي رغم كل الجهود التي بُذِلَت والنوايا الطيبة للزملاء النواب، فإن معوقات عدة تقف في وجه إعادة فتحه، منها ما يرتبط بالتمويل وأخرى بالعلاقة مع الدولة السورية، لأن الطيران سيعبر فوق الاراضي السورية، يضاف إليها العائق التقني مع شركة طيران الشرق الاوسط “الميدل ايست”، والعوائق الأمنية وغيرها… الامور معقدة بالنسبة لفتح مطار القليعات”.

ويعتبر درغام ان “المطار حاجة ملحة للإنماء في عكار، وللبنان أيضاً، لكن للأسف هناك عوائق عدة تمنعه من ممارسة دوره الانمائي والاقتصادي والحيوي في البلد.

هل تجمدت المساعي؟ يجيب: “زملاؤنا في تكتل “الاعتدال الوطني” قاموا بجولة بهذا الخصوص واعتقد انهم توصلوا الى هذه القناعة، رغم أنني سبق وأعربت لهم عن رأيي منذ البداية، وأطلعتهم على المعوقات لكنهم أحبّوا القيام بجولة، وبالتالي هذه كانت نتيجتها”.

ويشير درغام إلى ان “الملف اليوم مجمّد، رغم ان نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب كان ينوي زيارة المطار مع عدد من الزملاء النواب، لكن تبقى الزيارة في حال حصولها، ضمن الدعم المعنوي والحاجة الملحة له، بغض النظر عن المعوقات العديدة، الداخلية منها والخارجية”.

محاولات ولكن: في الواقع، ليست المرة الأولى التي يُعاد فيها فتح ملف تشغيل مطار القليعات المتوقف عن العمل المدني منذ سنوات، لكن المحاولات كلها باءت بالفشل حتى اليوم.

يُذكر ان مطار القليعات شهد على انتخاب رينيه معوض رئيساً للجمهورية عام 1989 بعد اتفاق الطائف ولهذا سمّي باسمه. كما جرى تشغيله مطاراً مدنياً خلال فترات متقطّعة من الحرب الأهلية اللبنانية حينما كانت الظروف لا تسمح لمطار بيروت بالعمل، والحرب نفسها أوقفت المطار عن العمل كلّياً.

انشئ المطار في العام 1941 من قوات التحالف لأهداف عسكرية. وقام الجيش اللبناني بتطويره في العام 1966 ليكون أهمّ قاعدة عسكرية في المنطقة في ذلك الوقت، وجاء تطويره من ضمن مخطط لتطوير منطقة سهل عكار المحاذية لسوريا وتضمّ الكثير من الإمكانات والمقوّمات.

تبلغ مساحة المطار نحو 5.5 ملايين متر مربع في منطقة سهل عكار – القليعات، ويبعد بضعة كيلومترات عن الحدود السورية ـ اللبنانية، كما يبعد عن طرابلس بحدود 25 كلم وعن بيروت بحدود 100 كلم، ولديه مدرج يزيد طوله عن 3 آلاف متر وهو قابل للتطوير.

أكثر من دراسة اُعِدّت من جهات رسمية ومدنية أكدت أن جهوزية المطار ليكون قاعدة جوية مدنية لا تحتاج إلا لعشرات الملايين من الدولارات للصيانة والتجهيز. فهل يبصر هذا المشروع النور يوماً ما؟