IMLebanon

3 ملفّات ساخنة في جلسة الحكومة.. والحريري إلى الشمال لثلاثة أيام

3 ملفّات ساخنة في جلسة الحكومة.. والحريري إلى الشمال لثلاثة أيام

حوار المستقبل ــــ حزب الله بلا بيان.. واستنفار أمني عشيّة خطاب نصر الله

تختبر الحكومة اليوم، أولى جلساتها الدسمة والمخصصة لأعمال مجلس الإنماء والاعمار، بما في ذلك مناقصات مطمري «الكوستابرافا» وبرج حمود، في ضوء توجه يقضي «بتنزيلات مؤلمة» على مناقصة «الكوستابرافا» أو إلغاء الالتزام، على أن يعقد مجلس الإنماء والاعمار إجتماعاً يخصص لمناقشة مشاريعه وآليات عمله، في ضوء قرار مجلس الوزراء.

ومن المرجح أن تؤشر قرارات مجلس الوزراء اليوم إلى مدى إمكانية الحكومة في الدفاع عن مشروعية بقائها ودورها في مواجهة أصوات تدعو إلى استقالتها، وفقاً لما يراه رئيس الكتائب سامي الجميّل.

ولا بدّ وأن هذه المؤشرات ستنعكس في خطابات الرئيس سعد الحريري المتتالية في الشمال، بدءاً من اليوم وحتى الأحد، والتي تندرج في سياق جولات شملت مختلف المحافظات اللبنانية.

كما أنها ستنعكس في خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله لمناسبة أربعين القيادي مصطفى بدر الدين في مجمع شاهد التربوي.

وكان من الملفت استنفار الحزب في ضوء معلومات وصلت إلى أن المقاومة والأجهزة الأمنية تحذّر من سيّارة إسعاف مفخخة تستعد لدخول الضاحية الجنوبية في توقيت معيّن، كما تتزامن إطلالة نصر الله مع تجدد المناوشات والعمليات العسكرية على الجبهة الشرقية، وفي منطقة عرسال، حيث أعلن الحزب عن استهداف مجموعة من المسلحين، في حين تحدثت معلومات أخرى عن اشتباكات بين النصرة و«داعش» في وادي الزمراني والعويني في جرود عرسال.

وإذا كانت جلسة انتخاب الرئيس أقفلت على الرقم 42 على أن يكون الرقم 43 في 13 تمّوز المقبل بالتزامن مع جلسة اللجان المشتركة حول قانون الانتخاب تفيد بأن الملف اللبناني ما زال في دائرة الانتظار وإن كانت بعض المعلومات ترجح أن يكون وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف سمع دعوة فرنسية للمساهمة في إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، لكن ما أُعلن في المؤتمر الصحافي لظريف ونظيره الفرنسي جان مارك إيرلوت كشف أن مهمة الوزير الإيراني تركزت أساساً وفق ما ذكرته وكالة «مهر» للأنباء على بحث الآليات التي تسمح بإزالة العقبات التي تمنع تطبيع التبادلات المالية بين البنوك الأوروبية والبنوك الإيرانية، في حين لم تكن الملفات الإقليمية في صلب المحادثات وإن كان جرى التطرق إليها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن تعثّر مهمة ظريف في العاصمة الفرنسية من شأنها أن تُبقي الوضع اللبناني قيد المراوحة رئاسياً، لكنها من غير المستبعد أن تُفاقم أزمة العقوبات المالية الأميركية على «حزب الله»، حيث أن «كتلة الوفاء للمقاومة» في البيان الثالث من نوعه ناقشت هذا الموضوع، مجددة رفضها لما وصفته «بآليات تعاطي المصارف مع فرمان الوصاية النقدية الأميركية»، مشيرة إلى أنها «ستتابع هذا الموضوع باهتمام على قاعدة حفظ السيادة النقدية والاستقرار النقدي والاجتماعي».

ويأتي هذا الموقف قبل ساعات من خطاب السيّد نصر الله، في ظل معلومات من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيقدم للكونغرس الأميركي بموجب القانون الرقم 2297 الذي قضى بالعقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل مع «حزب الله»، إحاطة حول ما نفّذ من القانون الذي لم يتطرق مباشرة إلى المؤسسات الرسمية والمدنية لحزب الله إلا أن العبارة التي نص عليها «أي حسابات مصرفية مرتبطة بحزب الله يجب إقفالها ومنع تداولها» كانت تعني ضمناً رواتب الوزراء والنواب التي تحوّلها وزارة المالية اللبنانية بالعملة اللبنانية إليهم.

وتتخوف أوساط إقتصادية لبنانية في الولايات المتحدة الأميركية ولبنان من مرحلة جديدة من العقوبات أو الحصار الأميركي الشامل على «حزب الله»، مشيرة إلى أنه بموجب نظام «De-Disbing» (الحد من المخاطر) الذي تطبقه الخزانة الأميركية على المصارف العالمية، تكون القضية قد خرجت عن سيطرة المصرف المركزي الذي جاء تدخله لعدم ترك المصارف اللبنانية، التي تعيش حالة من الذعر، تواجه قدرها بنفسها، إذا لم تستجب للعقوبات الأميركية.

وذكّرت بما حصل مع «البنك اللبناني – الكندي» الذي تمت تصفية حساباته وإقفاله نهائياً بموجب نظام الحد من المخاطر.

ووفقاً لمصادر الحزب، فإن المواجهة حول موضوع العقوبات مستمرة، وستتوضح خطواتها في ضوء ما ينتهي إليه فريق قانوني – مالي طلب إليه الحزب دراسة القانون الاميركي وكيفية التعامل معه.

ولم تستبعد هذه المصادر أن يتطرق السيّد نصر الله إلى هذا الموضوع من زاويتين «أن لا تكون المصارف ملكية أكثر من الملك وعدم الدخول في سجالات إعلامية معها».

ومع هذا الوضع الضبابي السلبي، أعربت مصادر سياسية عن خشيتها من خروج الوضع عن السيطرة على الرغم من المحاولات الجارية لإرجاء الاستحقاقات أسبوعاً إثر أسبوع وشهراً بعد شهر.

واعتبرت أن هذه الملفات التي نوقشت في جلسة الحوار التي عقدت أمس بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» وسبقتها مأدبة إفطار أقامها الرئيس نبيه برّي في عين التينة من دون صدور بيان حولها، على نحو ما كان معتاداً العمل به، يعتبر مؤشراً على خلافات تكاد مستعصية في ضوء إعلان «كتلة المستقبل» على لسان أكثر من نائب، آخرها النائب أحمد فتفت، أنها لن تقبل بتسوية «دوحة لبنانية»، مع العلم أن السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون كان أبلغ في الساعات الماضية كلاً من الوزيرين جبران باسيل ونهاد المشنوق أن بلاده لا تحضّر لـ«سان كليو» جديد.

الحريري في الشمال

ومن المتوقع أن يجري تظهير صورة الوضع المستجد في ثلاث كلمات متتالية للرئيس الحريري في محافظتي الشمال وعكار، حيث يمضي ثلاثة أيام يوزعها على طرابلس والضنية وعكار من ضمن جولاته على المناطق اللبنانية خلال شهر رمضان المبارك.

وسيكون اليوم الأول في طرابلس، حيث يقيم تيّار المستقبل إفطاراً في معرض رشيد كرامي الدولي يعقبه سحور في «الكوالتي إن»، واليوم الثاني في سيرالضنية، على أن يكون اليوم الثالث في ببنين – عكار.

وأكد الرئيس نجيب ميقاتي في لقاء مع الصحافيين مشاركته وأركان تيّار العزم في إفطار طرابلس، مشدداً على ثبات التفاهم مع الرئيس الحريري، داعياً إلى عدم المزايدة عليه باستشهاد الرئيس رفيق الحريري لأنه «ولي الدم».

وكان الحريري أكد في إفطار العائلات البيروتية أمس أن المعركة التي يقوم بها من أجل وحدة واعتدال لبنان لن تنتهي في الغد، واصفاً العائلات البيروتية بأنها «الدينامو» الفعلي لتيار المستقبل، واعداً أن يكون نصف التيار من الشباب والشابات في الأشهر المقبلة (راجع ص2).

وبالعودة إلى مجلس الوزراء، فإن مصادر وزارية أكدت لـ«اللواء» أن الجلسة ستكون دسمة في مضمونها وصاخبة في نقاشاتها، ولاحظ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس رداً على سؤال لـ«اللواء» أنه إذا كان المطلوب التهدئة، فالجلسة ستتسم بالهدوء، وإذا كان المطلوب خلاف ذلك، فالأجواء ستكون ملبدة.

وفي تقدير مصادر وزارية أن جلسة اليوم لمجلس الوزراء ستكون دسمة في المضمون، خصوصاً وانها ستقارب ملفات شائكة أبرزها خطة النفايات وسد جنة، فضلاً عن مشاريع مجلس الإنماء والإعمار الذي يحمل معه إلى الجلسة ملفاً من 200 صفحة يعرض فيها مجموعة من المشاريع الموضوعة قيد التنفيذ، وتلك الجاهزة وكيفية توزيعها على المناطق اللبنانية جغرافياً، والتي تبلغ كلفتها بما يقارب 262 مليار و499 مليون ليرة لبنانية، ومن أبرز هذه المشاريع مشروع اوتوستراد نهر الكلب – طبرجا – جونيه.

ولفتت هذه المصادر إلى أن هذا التقرير سيكون موضوع مناقشة لجهة التأكيد على العدالة في توزيع المشاريع على أن يكون ذلك من خلال قيمة المشاريع وليس توزيعها فقط على حدّ تعبير الوزير سجعان قزي الذي أوضح بأن هناك مشاريع تحتاج إلى تمويل من الخزينة، والبعض الآخر يعتمد على تمويل من البنك الدولي وصناديق عربية وهبات.

على أن الملف الملتهب في الجلسة، سيكون ملف مناقصات مطمري برج حمود والكوستابرافا، في ضوء ما كشفه وزير الداخلية نهاد المشنوق عن مناقصة مشبوهة وصفقة كبيرة تحصل في مطمر برج حمود فيه هدر بملايين الدولارات، في وقت برز اتجاه قوي لإلغاء مناقصة مطمر الكوستابرافا لمعالجة النفايات المنزلية، والتي فازت بها شركة جهاد العرب.

وفي المعلومات أن مجلس الإنماء والاعمار أرجأ اتخاذ قراره في هذا الشأن إلى اليوم، على أن يُصار إلى الطلب من الجهات المعنية إما بتخفيض الأسعار او إلغاء المناقصة بعدما تبين وجود فوارق أسعار بين مناقصتي برج حمود والكوستابرافا.

وذكرت معلومات أن العضو الدرزي في المجلس وليد صافي رفض التوقيع على العقد متسائلاً: لماذا مناقصة مطمر برج حمود الأكبر مساحة جاءت بكلفة أدنى من تلك المطروحة في مناقصة الكوستابرافا (أكثر من 72 مليون دولار)، الأمر الذي يؤشر إلى وجود خطأ ما في العملية.

على أي حال، فان خطة النفايات ستحضر على طاولة لجنة المال والموازنة الأربعاء المقبل في جلسة سيتم خلالها الاستماع إلى الإدارات المعنية ومجلس الإنماء والإعمار حول موضوع المناقصات والتلزيمات الخاصة بملف النفايات ومدى مراعاتها للقوانين.

اما بالنسبة إلى سد جنة، فان الجديد فيه هو ما تبلغه وزير البيئة محمّد المشنوق من جمعية حماية جبل موسى من أن وزير الزراعة اكرم شهيب وافق على طلب الرجوع عن قرار إعادة العمل بقطع الأشجار في نطاق مشروع السد، وهو نفس القرار الذي اصدره محافظ جبل لبنان بوقف العمل بمشروع السد الى أن يتخذ مجلس الوزراء قراراً بذلك.

وفي ما خص ملف أمن الدولة، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» أن الرئيس سلام المعني الأوّل بهذا الملف لديه حلول لكنه يتكتم في الإفصاح عنها وحتى عن أسماء الضباط الشيعة الثلاثة من رتبة عميد الذي تُرك الخيار له لانتقاء واحد منهم لملء منصب نائب المدير.

وأشارت هذه المصادر إلى أن خيار إقالة مدير الجهاز اللواء جورج قرعة لم يسقط، مستغرباً أن تُهدّد مرجعيات مسيحية ووزراء مسيحيون بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا ما ارتأت مرجعية مسؤول أو جهاز في الدولة باتخاذ أي اجراء تراه مناسباً، فالمسألة ليست محصورة بأشخاص بل بتصرفات وأداء.

ونصحت هذه المصادر الغيارى على مصلحة المسيحيين ولا سيما الكاثوليك بالنظر أولاً إلى مصلحة لبنان لأنه لا يجوز ربط مصير البلاد ومصير باقي الأجهزة الأمنية ومخصصاتها المالية من أجل تعزيز مواقعها بموظف.