IMLebanon

وفد إسرائيلي في واشنطن يناقش احتمال «تنفيذ إجراءات للحد من خطر حزب الله»

    تل أبيب تحصي 100 هجوم ضد قوافل السلاح .. ولا ترتاح لمناطق خفض التوتُّر في سوريا

    تتخوف واشنطن من ان يتحوّل الاعتراض الإسرائيلي على مناطق خفض التوتر إلى إمكان إطلاق عمل عسكري واسع في سوريا

في 20 نيسان 2017، نظّم حزب الله جولة إعلامية عند الحدود مع إسرائيل، رمت في حينها – ظاهراً- الى أمرين:

أ- إستطلاع أعمال الحفر والتدشيم التي يجريها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود والتي ترجمها الحزب على أنها خشية اسرائيلية من تنفيذ تهديد الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله بالدخول الى الجليل،

ب- وتاليا إظهار مدى نجاعة سياسة الردع التي يعتمدها الحزب والهادفة الى تضييق إمكانات قيام حرب واسعة على غرار الحرب الأخيرة في صيف 2006.

في المقابل، لا تفوّت إسرائيل فرصة كي تستهدف الحزب عسكريا وأمنيا. وتبيّن، وفق المعطيات، أن سلاح الجو نفذ في الأعوام الخمسة الفائتة، نحو 100 هجوم ضد قوافل أسلحة تعتقد أنها كانت مرسلة الى الحزب، وهي بمجملها «عمليات منفردة، وأخرى صغيرة وموضعية»، وفق التوصيف الإسرائيلي.

وكان لافتا في هذا السياق إعلان قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق الجنرال أمير إيشل أنه «كان من الممكن جر إسرائيل إلى الحرب بسهولة وبشكل غير مقصود، لو حدثت أخطاء أثناء العمليات العسكرية لعرقلة تهريب الأسلحة إلى حزب الله»، مشيرا إلى أن التصعيد في منطقة الشرق الأوسط «من السهل جدا أن يتحول إلى حرب».

يتزامن هذا الكلام الإسرائيلي مع ما كشف في واشنطن عن اعتراض تل أبيب على التفاهمات التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا حول الخروج بترتيبات أمنية أنشأت في الأسابيع الأخيرة مناطق لخفض التوتر في سوريا.

وتتخوف واشنطن من أن يتحول هذا الإعتراض الإسرائيلي الى أمر أكثر جدية، من مثل «إمكان إطلاق تل أبيب عملا عسكريا واسعا في سوريا»، ردا على ما تعتبره إسرائيل «تعاظم الخطر» على أمنها القومي، إنطلاقا من الأراضي السورية.

ويرتبط هذا التخوف الأميركي، أيضا، بتحفظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن منطقة خفض التوتر التي جرى التفاهم حولها أخيرا بين الولايات المتحدة وروسيا.

وعلم في هذا السياق، أن وفدا أمنيا يمثل مجموعة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويضم رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، يزور واشنطن لمناقشة الوضع الأمني في سوريا، وفي جدول أعماله لقاءات مع كل من مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر وجيسون غرينبلات، وهو الممثل الخاص للرئيس دونالد ترامب المكلف بالمفاوضات الدولية مع تركيز على الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والعلاقات الأميركية – الكوبية، إضافة إلى لقاءات مع عدد من المسؤولين العسكريين.

ويتبيّن من المتوفر من المعلومات أن الوفد الإسرائيلي يولي إهتماما إستثنائيا لمناقشة الملفين اللبناني والسوري، إنطلاقا مما تعتبره تل أبيب تهديدات مباشرة لأمنها نتيجة تطورات الميدان السوري جنبا الى جنب مع تواتر عمليات إنشاء مناطق خفض التوتر، وخصوصا عند الحدود الجنوبية السورية (الأردن وإسرائيل)، والأخطر إسرائيليا تنامي النفوذ الإيراني في الإقليم.

ومن غير المستبعد، وفق المعلومات، أن يكون الوفد الإسرائيلي قد ناقش فرص «تنفيذ عمليات وإجراءات للحد من الخطر المتأتي من حزب الله والميليشيات الأخرى الخاضعة للنفوذ الإيراني»، وهو ما قد يعني إحتمال شن حرب!

تسبق هذه التطورات الزيارة التي يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس القيام بها الى إسرائيل، بجدول أعمال سياسي – أمني، بعدما خصصت تل أبيب قسما من لقاءاته لعرض الوضع الأمني في سوريا وعند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، حيث لا يزال حزب الله ، وفق التعبير الإسرائيلي، «يمارس نشاطاته العسكرية بكل حرية»، من غير أن يسجل تدخل فاعل للقوة الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل).