IMLebanon

أي خارطة طريق  الى أم المسائل ؟

 لا لقاء حتى على نقطة واحدة بين وفدي النظام والمعارضة الى جنيف-٣ وإن كانت مرجعية التفاوض واحدة. ولا خارج المألوف أن يرافق رفع السقوف تصعيد القصف السياسي على أكثر من جهة بينها الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا الذي يتناوب الطرفان على اتهامه بالانحياز أو بتجاوز دوره. فالأولوية لدى وفد النظام هي للبحث في الشكل قبل الجوهر بحجة الارتباط الوثيق بينهما، وسط ما يوحي استمرار الرغبة في الامتناع عن الوصول الى الجوهر أو اللجوء الى تفسير خاص لمفهومه. والأولوية لدى وفد المعارضة هي لطرح الموضوع الجوهري الذي تعتبره دمشق خطاً أحمر وتتباين حوله مواقف القوى الاقليمية والدولية والمتعلق باقامة هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة حسب بيان جنيف-١، ومختصره طبعاً مصير الرئيس بشار الأسد.

ذلك ان التعابير تبدلت في القرار ٢٢٥٤ الذي أكد عبره مجلس الأمن تأييده لبيان جنيف وبياني فيينا. فالهدف صار الدخول في مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقال سياسي بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة وتقيم خلال ٦ أشهر حكماً ذا صدقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية. والفارق كبير بين هيئة حكم انتقالي وبين حكم ذي صدقية. والخلاف عميق حولهما ثم حول الجوهر في كل منهما. فالانتقال السياسي هو أم المسائل في العملية السياسية، حسب دي ميستورا. ولا طرف يملك في موازين القوى العسكرية على الأرض ما يفرض تصوره للانتقال السياسي.

ولا مجال للتفاهم على خطوات جدية من دون التفاهم على الانتقال السياسي الذي يحدد له دي ميستورا ثلاث جولات من المحادثات. ومع ان الكل يتعامل مع بيان جنيف وبياني فيينا وقرار مجلس الأمن على أساس أنها رسمت خارطة طريق الى التسوية السياسية، فإن الموفد الدولي يستبعد الاتفاق ويأمل في أن تقود الجولات الثلاث الى خارطة طريق. لا بل ان الديبلوماسي المخضرم يلوّح باعادة الملف الى روسيا وأميركا ومجلس الأمن، عند الاصطدام بجدار الفشل.

واذا صدقنا ما في النصوص من ان العملية هي حوار سوري – سوري بقيادة سورية، فان المواقف المعلنة والحسابات الخفية للنظام والمعارضة تحكم بالفشل السياسي واستمرار الحرب. واذا أخذنا بالتفاهم الروسي – الأميركي، فان السؤال ليس فقط عن عمق التفاهم بل أيضاً عن مدى ما تعرفه وما تجهله الأطراف المحلية والاقليمية عما هو بالفعل على أجندة كل من واشنطن وموسكو. ومن الوهم تصور القوى الاقليمية والدولية المنخرطة في الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر تقف متفرجة على عملية سياسية تقرر مصير سوريا من دون أن تدفع نحو تحقيق مصالحها عبر نوع التسوية. –