IMLebanon

«قال كل شيء ولكنه لم يقل شيئاً»

أكثر ما لفتنا في خطاب السيّد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء أمران:

الأمر الأوّل المقارنة العجيبة الغريبة والتي ليس فيها الحد الأدنى من المنطق إذ انّه لا يرى ما يجري في مدينة حلب من قتل وتدمير، وحتى المستشفيات لم تسلم من القصف بالطيران من ثاني أكبر دولة في العالم ألا وهي روسيا، وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتهديم البيوت على رؤوس أهل حلب الذين ليس أمامهم إلاّ الموت والدمار… وهذا كله مسموح به!

وما يجري في اليمن من تدخل إيراني بالسلاح والمال والرجال والميليشيات و»حزب الله» فهذا عمل وطني!

قل لنا ماذا تفعل يا سيّد في حلب؟!. بدأت تدخلك في قتل الشعب السوري بحجة الدفاع عن المقامات الدينية، ثم انتقلت الى القصير وبعض القرى التي تقول أنت إنّك تدافع عن الشيعة وكأنّ الشيعة ليسوا مسلمين، تدافع عن الشيعة ممّن؟ هل من أهلهم السوريين؟!.

وهذه الكذبة الكبيرة أصبح عمرها خمس سنوات وأنت تعطي نفس الحجج… ألَم تكتفِ بقتل أهلنا وشبابنا اللبنانيين وشبابك تحت وهم اسمه محاربة الإرهاب؟!.

هل تظن أنّ هؤلاء الشباب الذين كانوا حاضرين في ذكرى عاشوراء يصدّقون؟!. ألا تظن أنهم عندما يذهبون الى بيوتهم ويضعون رؤوسهم على وسائد النوم، ألن يسألوا أنفسهم: ماذا قال السيّد؟

ألم تنتهِ هذه الخدعة الكبيرة التي اسمها الإرهاب؟

كم أصبح عدد الشهداء الذين سقطوا في سوريا؟ ولماذا؟

ألا تظن أنه سيأتي يوم سيحاسبك فيه ضميرك على أرواح هؤلاء الشهداء الأبرياء؟

في نظرة الى الجمهور الذي جاء ليستمع الى خطبتك في هذه المناسبة الأليمة لم نشاهد إلاّ فتياناً أعمارهم لا تتجاوز 14 أو 15 سنة… ألم يلفت نظرك أنّ الشباب الشهداء هؤلاء الذين حرّروا الوطن يموتون في سوريا وبتكليف منك شخصياً لقتل الشعب السوري تحت شعار محاربة الإرهاب؟ خمس سنوات ألم تكتفِ من هذه الكذبة الكبيرة التي تسميها الارهاب؟

الأمر الثاني الذي تحدث فيه السيّد هو الموضوع الداخلي…

وكانت المفاجأة أنه يطالب بتفعيل الحكومة ويطالب بضرورة التشريع وينسى أنّ الأهم من هذين الأمرين هو انتخاب رئيس للجمهورية.

يا سيّد عندما ننتخب رئيساً للجمهورية تستقيم الأمور وتعود الحكومة التي تتشكل لتعمل بشكل طبيعي كما يجب ومجلس النواب أيضاً سيعمل… والذي يعطل انتخاب رئيس للجمهورية هو الذي يسبب تعطيل المجلس وتعطيل الحكومة وليس العكس ولو أنك فعلاً تريد أن تقوم الدولة في لبنان فالأهم أن نذهب الى المجلس وننتخب رئيساً لا أن نعطل هذا الاستحقاق الأساسي في تكوين وقيام الدولة.

أمّا الحقيقة فإنّك تقول الشيء وتفعل عكسه وهذه هي التقيّة، هذه هي ولاية الفقيه، لا تريدون دولة في لبنان وقد أعلنت في غير مناسبة أنك تريد دولة إسلامية.

أعود الى تأييدكم الجنرال ميشال عون لتقول إنّه منذ سنتين وفي مثل هذه المناسبة أعلنت أنّ مرشحكم لرئاسة الجمهورية هو الجنرال ميشال عون.

لهذا السبب لم تحضروا الى المجلس بالرغم من 46 جلسة لانتخاب رئيس… ومن ناحية ثانية لماذا لا تطلب من حلفائك في 8 آذار أن ينزلوا الى المجلس للمشاركة في الانتخاب؟

وماذا عن الرئيس نبيه بري؟ هل تريدنا أن نصدّق أنه لو كنت جدياً في تأييدك للجنرال هل يمكن للرئيس بري أن يرفض لك طلباً؟!.

هل تريدنا أن نصدّق أنك لا تمون على حلفائك مثل الوزير سليمان فرنجية وإخوانك في 8 آذار.

لماذا تنتظر تأييد الرئيس سعد الحريري لكي تقرّر أن تنزل الى المجلس أو لا تنزل؟

ذكرني السيّد بالقول المشهور:

«صحيح لا تقسم ومقسوم لا تأكل وكل حتى تشبع».

على كل حال، كما قلت: إن غداً لناظره قريب، وسنرى إن كنت تريد دولة لبنانية وإن كنت تريد رئيساً للدولة اللبنانية.

أم إنك جندي في مشروع تفتيت العالم!

عوني الكعكي