IMLebanon

من واشنطن الى الكويت … مع أطيب التمنيات  


يحط الرئيس سعد الحريري، اليوم، في الكويت ليعالج تداعيات الأزمة الخطرة التي تسبب بها “حزب الله” من خلال خلية العبدلي الارهابية التي أسهم الحزب في إنشائها وتدريب أعضائها وتزويدهم بالسلاح.

 

 


وكانت الكويت تقدّمت بمذكرة الى لبنان تسلمها وزير الخارجية جبران باسيل من السفير الكويتي في بيروت وفيها أنّ تصرفات “حزب الله” تهدّد الأمن والإستقرار في الكويت.

وفي المعلومات أنّ بلدان الخليج العربي التي هي في معركة مع الإرهاب وداعميه ومموّليه، من أي جهة أتى، لن تتساهل مع أي تباطؤ لبناني في التعامل مع خلية العبدلي، خصوصاً وأنّ الكويت اعتقلت مشتبهاً فيهم جدداً بتهمة التخابر مع “حزب الله” ضد الكويت ليبلغ إجمالي المقبوض عليهم بتهم الإنتماء الى “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني والتستّر على متورطين الى نحو 13 متهماً حتى مطلع الاسبوع الجاري… ثم ازداد العدد في بحر الاسبوع… علماً أنّ أحد المعتقلين هارب من تنفيذ حكم قضائي صادر بحقه في ثمانينات القرن الماضي لضلوعه في التفجيرات الارهابية التي شهدتها الكويت آنذاك، أضف الى ذلك أنّ المذكرة أشارت الى أنّ حكم محكمة التمييز الصادر في قضية خلية العبدلي أكد “مشاركة حزب الله في التخابر وتنسيق الاجتماعات ودفع الأموال وتوفير وتقديم أسلحة وأجهزة اتصال والتدريب على استخدامها داخل الأراضي الكويتية للقيام بأعمال عدائية ضد دولة الكويت”.

واعتبرت حكومة الكويت تصرّفات الحزب “تهديداً لأمن واستقرار البلاد وتدخلاً سافراً وخطيراً في الشأن الداخلي”.

من هنا، يفهم أنّ الرئيس سعد الحريري يقوم بمهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، لأنه لم يتوجّه الى الكويت ليدافع عن “حزب الله”، وطبعاً ليس للدفاع عن إيران وحرسها الثوري، إنما ليدافع عن لبنان وليثبت أنّ الحزب يتصرّف من ذات نفسه وليس من أي موقع أو صفة رسميين له، وفي هذا النطاق يُفهم الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية اللبناني، أمس، مع نظيره الكويتي دعماً (رئاسياً بالطبع) لمهمة الرئيس سعد الحريري، باعتبار التأكيد على وحدة الحكم والموقف اللبناني الرسمي في أنّ لبنان حريص على أمن وسلامة الكويت وهو يقدّر الدور الكويتي الايجابي من لبنان في المجالات كافة من الدعم الديبلوماسي الى الدعم المادي الخ…

وكما حمل الرئيس الحريري قضية لبنان بجدارة مع الجانب الاميركي أخيراً، في زيارته الى الولايات المتحدة التي توّجها بلقاء مطوّل مع الرئيس دونالد ترامب، ها هو يحمل هذه القضية اليوم، عن جدارة، وعن ثقة بأنّه إذا كان البعيد – الغريب الاميركي قد تفهم الموقف اللبناني فمن باب أولى أن يتفهمه القريب – الشقيق الكويتي الذي له أيادٍ بيض في مجال دعم لبنان والحرص عليه.

عوني الكعكي