IMLebanon

إن جاءكم فاسق بنبأ

من أين اخترعوا أنّ «المستقبل» سيمدد سنة لمجلس النواب؟

واضح أنّ المقصود من هذه العملية محاولة إفشال التقارب بين سعد الحريري وميشال عون، لأنّ هذا التقارب ليس في مصلحة الذين يبنون وجودهم ومصالحهم على الخلافات والانقسامات والشرذمة.

وكما هو معلوم فإنّ أي تقارب بين الرجلين سيؤدي في النتيجة الى انتخاب رئيس للجمهورية وإلى عودة الشرعية بوجوهها كافة، وإعادة قيام الدولة وانتظام الوضع في السلطات كافة التنفيذية والتشريعية(…)

صحيح أنّ كثيراً من المنتفعين من الوضع القائم يسعون جاهدين الى الإبقاء عليه كما هو، بل الى التردّي… لأنه عندما تقوم الدولة لن يكون لهم مكان في دولة القانون، ودولة العدالة، أي في الدولة الشرعية.

كذلك تردد كثيراً في الأيام الأخيرة كلام حول التمديد لقائد الجيش، والهدف من ذلك هو لتحريض ميشال عون… فمن يعرف العماد عون عن قرب يعرف ماذا تعني له مؤسسة الجيش ويعلم أنّ أي لعب بها سيقضي على مستقبل لبنان.

والعماد عون هو ابن المؤسسة، يحب الجيش ويحترم الجيش، وليس له أي عداوة، والعكس صحيح فهو يعتبر نفسه الأب الروحي لهذه المؤسسة الوطنية الكبرى.

ومهما حاولت قوى الشر من دق الأسافين بين مؤسسة الجيش والعماد عون، أو في موضوع التمديد لمجلس النواب الذي هو غير مطروح، لأنهم بدأوا يشعرون بقرب تحقيق الاستحقاق الرئاسي خصوصاً بعدما رشح الدكتور سمير جعجع الجنرال عون، وهكذا أصبحت الأكثرية المسيحية مع الجنرال، وهذا لا يناسب الذين لا يريدون لبنان سيداً حراً مستقلاً.

لذلك كلما حدث أي نوع من التقارب تطلع جوقة هؤلاء المتضررين لتنفخ سمومها بهدف العرقلة ودفع الأمور لأن تبقى سائبة في البلد، لأنّ مصلحة هؤلاء في أن تكون كذلك.

وقد يذهب هؤلاء الى أبعد مما ذهبوا إليه حتى الآن، ولا يستبعد أن يصدر عنهم أي أمر سلبي… ولكن إرادة الخلاص والوفاق والحياة هي الأقوى، ويجب أن تكون الأقوى بالضرورة.

عوني الكعكي