IMLebanon

اذا تفاهم الحريري وعون!!؟

اذا كان رئىس الحكومة الأسبق سعد الحريري، قد تحامل على جرحه وحزنه وخسارته باستشهاد والده، وفي امكان خسارته بعض شعبيته، وذهب الى دمشق ليصافح بشار الاسد، وينام في قصر الضيافة، من اجل مصلحة لبنان واللبنانيين، فليس غريباً عليه ولا مستبعداً ان يقوم بخطوة تاريخية حيال خصمه السياسي العماد ميشال عون، ابن بلده وشريكه السابق في انتفاضة 14 آذار، فيدخل معه في حوار ومفاوضات للتفاهم على ضمانات وتطمينات ملزمة، ليس من اجل مصلحة تيار المستقبل، بل من اجل المصلحة الوطنية اللبنانية، ومن أجل ان يكون لبنان اولاً على رأس اهتمامات العهد المقبل، والتثبت من العماد عون شخصياً، مدى التزامه بالثوابت العشر التي تم التفاهم عليها بين عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وكانت الأساس في تفاهم حزبي القوات والتيار الوطني، وفي تأييد جعجع لترشّح عون الى الرئاسة الاولى.

بعد تأكيد مصادر مطلعة لصحيفة عكاظ السعودية، ان سعد الحريري، الذي وصل يوم السبت الى بيروت، بات جاهزاً لانتخاب عون، ولم يبق سوى بعض التفاصيل الصغيرة، يمكن ربط هذا الخبر بالشائعات التي راجت مؤخراً بان تاريخ 28 ايلول الجاري قد يكون حاسماً لانتخاب رئىس للجمهورية، على الرغم من ان عدداً من نواب تيار المستقبل نفوا هذا الامر، او ربما نفوا علمهم بهذا الامر، الا ان تصريح القيادي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، للصحيفة ذاتها، ألمح الى ان هناك تخلياً عن لبنان، وان الحريري في النهاية قد يكون دفع الى هذا الواقع لاعتبارات كثيرة، من بينها وجود «تخوّف كبير من تحرّك امني قريباً، لفرض هذه الوقائع» ما يعني ان الحريري يثبت مرة اخرى، اذا ثبتت صحة رواية الصحيفة، انه امّ الصبي، الحريص على امن لبنان وسلامته، حتى ولو خسر مرة اخرى قسماً من شعبيته، التي يمكن تعويضها، في حال التزم عهد العماد عون، بالثوابت العشر، وبما يمكن ان يتفاهم عليه مع الحريري.

ان تأييد الرئىس الحريري للعماد عون، سيكون له مفاعيل عدّة على الساحة السياسية، مختلفة تماماً عمّا هو عليه الوضع الحالي. فحزب الله، المتهم بانه لا يريد رئيساً للجمهورية في الوقت الحاضر ويحتفظ بهذه الورقة لتستفيد منها ايران في المفاوضات الكبرى، مع الدول الكبرى، عليه ان يأخذ مع حلفائه في قوى 8 آذار موقفاً نهائياً من هذا الاستحقاق، دون وضع شروط او عراقيل، في وجه حليفه العماد عون، كما ان رئىس مجلس النواب نبيه برّي قد يكون رأس حربة في مواجهة هذا التفاهم بعد انعدام حظوظ حليفه ومرشحه النائب سليمان فرنجية، اضافة الى ان الخصومة السياسية الشديدة، القائمة اليوم، بين تيار المستقبل وحزب التيار الوطني لن تبقى على سخونتها كبرهان ان العماد عون، سيكون على مسافة واحدة من الجميع، في حال وصوله الى قصر بعبدا، وتعاون مع «رئيس الحكومة» سعد الحريري في ادارة شؤون الدولة والمواطنين.

*  *  *

في حديث سابق له، لم يأخذ حجمه الحقيقي من الاهتمام، دعا القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوّش، وهو احد صقور تيار المستقبل، الى «الحوار والتفاهم على اعطاء حزب الله، حصّة اكبر في السلطة التنفيذية» دون ان يحدد كيف تاركاً الأمر الى التفاهم، اذا قد تكون في عدد الوزراء او في نوعية الحقائب الوزارية او في الاثنين معاً، فهل يكون هذا الطرح، جزءاً من بنود الحوار بين عون والحريري في حال حصوله، وفي ما بعد جزءاً من التفاهم بين عون وحزب الله؟! من اليوم وحتى الثامن والعشرين من الجاري، امور كثيرة قد تتكشف.