IMLebanon

جنبلاط يرسي معادلة «صفر مشاكل مع الجميع»

في الوقت الذي «يشطح» فيه اهل الرؤوس الحامية من الذين ورثوا تيارات واحزاباً معروفة نحو الفيدرالية او اللامركزية كمكسب يعود فيه الفضل للنفايات يحاول رئىس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ارساء معادلة تقول «مشاكل صفر مع الجميع» كما فعلت تركيا اثر الانقلاب الغامض على رئىسها رجب طيب اردوغان، فالزعيم الدرزي الذي دخل عالم السياسة على بساط احمر من الدماء في حروب العبث اللبنانية، ربما هو من قلة قليلة احسنت الاستثمار في الخبرات والعبر مما خلفته الحروب الاهلية في وقت لم يتعلم فيه الكثيرون من تجاربهم وكانوا من امراء الحرب اللعينة التي عصفت في سبعينات القرن الماضي بالبلد الصغير والتي لا تزال تعاني من تداعياتها وذيولها الخطرة والتي بلغت حدود انهيار الدولة غير المعلن رسمياً، ام الذين كانوا اطفالاً في المراحل السود ووصلوا الى مراكز القرار كرجال الصدفة وباتوا من سوء القدر ورثة لمن احرقوا اصابعهم في جمر حروب العبث، ولعل اخطر ما في الامر انهم ذاهبون الى الحرب في وقت رجع الجميع منها، دون ان يتعظوا بالمجريات في منطقة البراكين الشرق اوسطية والتي وصلت بعض حممها الى الساحة المحلية مصحوبة بالرماد الاقليمي في لعبة الامم.

وتشير اوساط مقربة من المختارة الى ان جنبلاط الذي ولج الى المعترك السياسي مكرهاً اثر اغتيال والده الراحل كمال جنبلاط وعايش اكثر المراحل عنفاً في حرب الجبل والاجتياح الاسرائىلي والتي ادت الى مجازر ارتكبت ضد المسيحيين عبر مخطط اسرائىل المعروف وادت الى تهجير من بقي منهم على قيد الحياة، سارع الى اجراء المصالحة التاريخية بين الدروز والمسيحيين بمشاركة البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير وانهاء ملف المهجرين واصر على تثبيتها بعد مرور 15 عاما عليها فقام بترميم سيدة الدر في المختارة والتي شارك في تدشيتها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الشهر الماضي حيث نجح جنبلاط في جمع الاطياف المذهبية والطائفية كافة فيما يشبه العرس الوطني لعله يحرك ساكنا في الضمائر السياسية الميتة لدى بعض اللاعبين الاقطاب لعلهم يفرجون عن الاستحقاق الرئاسي كون الفرصة ملائمة في ظل انشغال القوى العظمى الدولية منها والاقليمية في حرائق المنطقة من اليمن مرورا بالعراق وصولا الى سوريا ولكن ارتباط بعض اللاعبين بتحالفاتهم الخارجية لا يسمح بالتقاط الفرصة لإيصال رئىس صنع في لبنان وبموازاة اعادة اعمار كنيسة سيدة الدر التزم الزعيم الدرزي بوعده الذي اطلقه منذ عامين واكثر بإعادة بناء مسجد المختارة الذي بني عام 1814 ايام بشير جنبلاط وقد هدم ايام المير بشير الشهابي الثاني لاسباب طائفية على ان يتم الاحتفال بتدشينه لدى عودة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من السعودية.

وتشير الاوساط الى ان هم سيد المختارة الاساسي يكمن في توريث نجله تيمور سلة من العلاقات النظيفة التي تقوم على «صفر مشاكل» مع كافة الاطياف «منظما خلافه» مع حزب الله ومنفتحا على اي حل يوصل رئيس الى القصر الجمهوري حتى ولو كان الجنرال ميشال عون علما انه من ابرز المتحمسين والداعمين للنائب سليمان فرنجية فهاجس جنبلاط ملء الشغور واطلاق عجلة الدولة قبل ان تصبح الجمهورية في خبر كان وان الانحناء وفق النظرة الجنبلاطية امام العاصفة افضل من الوقوف في وجهها لتقتلعه من الجذور، وربما هذا ما دفعه الى الابتعاد  عن مواقفه الحادة عشية انطلاقة الحروب السورية وصولا الي مسايرة «جبهة النصرة» في محاولة منه لم تثمر بحماية دروز جبل السماق في ادلب اثر المجزرة التي ارتكبت في بلدة قلب لوزة، فالزعيم الدرزي المتوجس من كل شيء يرى ان الحرب في سوريا قد تكون حرب المئة العام في ظل صراع المصالح الدولية والاقليمية وانه من الحكمة بمكان ان «يحفظ الانسان رأسه في حروب الدول».