IMLebanon

اللبنانيون والإنتخابات الأميركية

عقب التجمّعات العامة للحزبَين الجمهوري في كليفلاند والديموقراطي في فيلادلفيا، والوصول إلى مرحلة الترشيحات النهائية، لكلّ من دونالد ترامب ونائبه مايك سبينس وهيلاري كلينتون ونائبها تيم كين، وتسمية حزب «اللبيرتاري» غاري جونسن ونائبه وليم ولد، يبقى أن يسمّي الحزب الأخضر مرشحيه في الرابع من آب. ثلاثة أشهر تفصلنا إذاً عن الانتخابات العامة في 8 تشرين الثاني لمعرفة مَن سيخلف الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض.

خطابُ قبول ترامب لتسمية الحزب الجمهوري له، كان جيداً لناحية إظهاره خطر الإرهاب على الولايات المتحدة والغرب، والحرب القائمة بين الشرطة الأميركية وبعض الأقليات، وتعهّده إعادة الإحترام والقانون للجميع. لكن غاب عن خطاب ترامب، مسألة إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، والأزمة السورية بشكل عام، كذلك لم يأتِ على ذكر لبنان ودعمه لديموقراطيته.

لكنّ المليونير الأميركي من أصل لبناني توم براك، إبن زحلة، الذي تحدّث في اليوم النهائي للتجمّع العام قبل ايفونا ترامب التي قدّمت والدها للتجمّع العام للحزب الجمهوري، أثار إعجابي.

فهذا خيرُ دليل على ثقة ترامب بصديقه توم براك. لقد سمعت بتوم براك منذ سنتين تقريباً عندما كرّمته مؤسسة إنكليزية لبنانية في لندن، وما لمسته من خطاب توم براك هو وفاؤه وإخلاصه لصداقته بترامب التي تعود إلى أربعين عاماً.

وهو ما يدفعني الى التساؤل، هل سينجح توم براك عبر خطابه باستقطاب دعم الجالية اللبنانية الأميركية التي يُقدَّر عدد أصواتها بمليونين؟

وهل سيكون دونالد ترامب العنصري، المتعجرف، الخاطف للحزب الجمهوري الرئيس المقبل؟ توم براك ومايك سبينس لن يتركا ترامب يتخبّط لوحده، فهما كالأم التي لن تتخلّى عن ابنها مهما ارتكب من حماقات. فهل سينقذانه ويفوز بالرئاسة؟

ففي اليوم التالي من خطابه وأمام تجمّعٍ للمندوبين من أوهايو، فتح ترامب النار على تد كروز، عوض أن يهاجم هيلاري كلينتون. وقف مايك سبينس بجانبه رغم علامات التعجب والاستهجان التي ارتسمت على وجهه.

أمّا على الضفة المقابلة، فلا يبدو الحزبُ الديموقراطي أفضلَ حالاً من الحزب الجمهوري، فبعد أن أعلنت هيلاري كلينتون عن نائبها سيناتور فرجينيا تيم كين، استقالت رئيسة الحزب الديموقراطي بعد فضيحة الرسائل الإلكترونية ضدّ منافس كلينتون السيناتور برني ساندرز.

ومع العلم أنّ تيم كين لم يخسر أيّ استحقاقٍ إنتخابي منذ خوضه المعترك السياسي، فكان عضواً في بلدية ريشموند عاصمة ولايات فرجينيا بعدها أصبح رئيس بلديتها. كذلك نجح في أن يصبح حاكم ولايات فرجينيا والآن هو سيناتور في مجلس الشيوخ. وترأس الحزب الديموقراطي، ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وكان له موقف داعم للبنان.

ومن أبرز الناشطين من اللبنانيين الأميركيين في حملة هيلاري كلينتون، السفير السابق إد غبريال، الذي عيّنه الرئيس السابق بيل كلينتون سفيراً للمغرب، والناشط في الحزب الديموقراطي بيتر ضو الذي قدّم الدعم للحملات الانتخابية لكلٍّ من وزير الخارجية جون كيري وهيلاري كلينتون.

النفَس التوحيدي في الحزب الديموقراطي جاء من السيناتور بارني ساندرز الذي دعم منافسته كلينتون بكلّ قوّة وإقتناع، عكس السيناتور تيد كروز الذي لم يدعم ترامب في تجمّع الجمهوريين، وارتفعت الأصوات للمطالبة بخروجه عن المسرح.

وإذا انطلقنا ممّا أظهرته الإستطلاعات، يبدو أنّ المعركة النهائية ستكون صعبة للفريقين، وفي تقديري أنّ المرشحين المستقلّين سيحصلون على 20 في المئة من الأصوات، وترامب على 35 في المئة من الأصوات، فيما ستحصد هيلاري كلينتون 45 في المئة من الأصوات.

تشاؤمي مردّه الى أنّ الحزب الجمهوري مُشرذمٌ بشكل مخيف، عائلة بوش ومؤيّدوها لن ينتخبوا لمصلحة ترامب، أيضاً ميت رومني ومؤيدوه، السيناتور جون ماكين والسيناتور تيد كروز ومؤيدوهما، وحاكم ولاية أوهايو جون كايسك ومؤيدوه، والسناتور ليندسي جراهام ومؤيدوه والعربي الأصل جون سنونو ومحبّوه، ناهيك عن دعم رئيس بلدية نيويورك المليونير والجمهوري سابقاً مايك بلومبرغ، والذي ألقى خطاب دعم لكلينتون في تجمّع الحزب الديموقراطي في فيلادلفيا.

والكارثة الكبيرة للجمهوريين، طلب ترامب إلى الروس أن يدخلوا إلى حاسوب هيلاري كلينتون ليفضحوا الثلاثين ألف رسالة إلكترونية، فألا تُعَدّ هذه خيانة عظمى لمرشح الحزب الجمهوري؟

أمام هذا الواقع، يبدو أنّ الحزب الجمهوري هو في أمسّ الحاجة إلى مخلّصٍ لوضعه على الطريق المستقيم وإعادته إلى سابق مجده.

وفي الوقت الراهن، سنكون أمام مناظرتين بين المرشحّين الرئاسيّين ونقاش بين نائبي الرئيس، وعلى ضوئها سيتمكّن الأميركيون من اختيار المرشح الأكثر فعالية ليكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة.

ديبلوماسي أميركي سابق