IMLebanon

أسئلة لبنانيّة .. وأجوبة روسيّة: لبنان مرتبط بسوريا !

«للروس نظرتُهم الخاصة إلى المنطقة، وهي مبنية على فعالية دورهم الذي يرسمون هم حدودَه، وحجمِ حضورهم الذي يريدونه متراميَ الأطراف، ومصالحِهم الحيوية، التي يَحرصون على إرسال الرسائل المباشرة وغير المباشرة في كلّ الاتّجاهات الإقليمية والدولية بأنّها فوق أيّة مصالح أخرى. وفي الخلاصة نحن موجودون، وثابتون على مسرح الشرق الأوسط».

بهذه «الخريطة» للموقع والحضور والدور السياسي والعسكري الروسي، يعود زوّار موسكو في الآونة الأخيرة. ويوضحها مسؤول روسي بقوله: «لسنا لاعباً ثانوياً في هذا الشرق، على ما يريد أن يعتقد البعض، بل نحن حاضرون في صلبه. لروسيا حضورُها ومصالحها الاستراتيجية والحيوية، وستستمرّ في الحفاظ عليها والدفاع عنها مهما كلّفها ذلك».

وأمّا خريطة المنطقة، فيَرسمها نقاش بين الزوّار اللبنانيين من جهة، وبعض المستويات الروسية السياسية والديبلوماسية من جهة ثانية، حول التطوّرات والأحداث الجارية في دول المنطقة، تضمّنَت وقائعه أسئلةً لبنانية وأجوبةً روسية، وقد جاءت على الشكل التالي:

ماذا عن سوريا؟

– سوريا مهمة جداً بالنسبة إلى روسيا، وتقع ضمن دائرة الأمن القومي الروسي في المنطقة. وموسكو تعمل على إنهاء الأزمة السورية، وواضحٌ أنّ الامور تحتاج الى بعض الوقت، ولكنْ لدى موسكو إصرار أكيد على خوض مزيد من الحروب ضد الاٍرهاب لكسرِه في سوريا، فليس أمامنا من سبيل آخر.

وكيف ذلك؟

– هناك قرار كبير جداً، سنقضي على الإرهاب في سوريا.

هل إنّ موسكو قادرة على الاستمرار في تلك الحرب، والانتصار فيها على الإرهاب؟

– بالتأكيد. (هنا لفتَ المسؤول الروسي إلى ما وصَفه مثالاً حيّاً بالِغ الدلالة، تجلّى في القاذفات الروسية التي انطلقت منذ أيام من داخل روسيا، وضربَت قواعد لتنظيم داعش الإرهابي في ريف تدمر.

ماذا عن العراق؟

– التطورات اليومية في العراق ترسم النتائج اللاحقة، وبالتأكيد هناك دور مركزي لإيران في هذا البلد.

ماذا عن السعودية؟

– الكلّ يتابعون تطوّرات اليمن السياسية والعسكرية. والرياض لها دورها في هذا البلد.

ماذا عن تركيا؟

– مِن الصعب التكهّن في رسم معالم تركيا بعد محاولة الانقلاب، نحن نراقب التطورات عن كثب، والمدى الذي قد تبلغه، تعرفون أنّ العلاقة مع تركيا لم تكن سليمة بعد الاعتداء على طائرة السوخوي، وفي أيّ حال، الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي نظيرَه التركي رجب طيب اردوغان قريباً.

ماذا عن مصر؟

– مصر حليفة روسيا، وخيرُ دليل على ذلك، التعاون العسكري بين البلدين واعتماد مصر على السلاح الروسي الذي وصَلها في الآونة الأخيرة.

ماذا عن إيران؟

– ما بين روسيا وإيران مصالح مشتركة، وما يَجمعهما هو هدف محاربة الإرهاب.

هل معنى ذلك أنّ نفوذ روسيا صار واسعاً في المنطقة؟

– روسيا كسرَت الأحادية الدولية، وتحديداً في ما يتعلّق بمنطقة الشرق الأوسط. وهي تقف الى جانب شعوب المنطقة وتسعى لتحقيق تسويات، وخصوصاً في سوريا.

وماذا عن لبنان؟

– روسيا معنية بلبنان. ومهتمة بمتابعة أوضاعه. وتَعتبر أنّ استقراره أولوية روسية، وضرورة لبنانية وإقليمية ودولية.

– روسيا تدعم لبنان، ولكن لا توجد أية مبادرات روسيّة تجاهه، سواءٌ على المستوى الرئاسي أو غير ذلك.

– روسيا تدرك حجمَ العبء الذي تعانيه من أزمة النازحين السوريين، وهي تشارك لبنان مطالَبتَه بدعم دولي لتمكينِه من مواجهة أعباء هذه الأزمة.

– الاستحقاق الرئاسي في غرفة الرصد الروسية. والديبلوماسية الروسية تتحرّك بهدوء وبلا ضجيج في كلّ الاتجاهات سعياً إلى تجميع الصورة الرئاسية في لبنان، والوقوف على توجّهات كلّ القوى اللبنانية السياسية والروحية من هذا الاستحقاق. وموسكو في الخلاصة تشجّع على إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان في أجواء طبيعية وهادئة.

– لا أجوبة واضحة حول شخص الرئيس اللبناني العتيد أو مواصفاته، وموسكو ثابتة على موقف معلن: «نؤيّد ما يتفق عليه اللبنانيون». وتحاذِر من جهة، أن يبدرَ عنها ما يؤشّر إلى ميلٍ لديها إلى هذا المرشح أو ذاك، على الرغم من أنّ لها صداقات جدّية مع الكثير من الأسماء المدرَجة في نادي المرشّحين لرئاسة الجمهورية، سواءٌ أكانوا من النادي السياسي أو غيره، ومن جهة ثانية تَسمع على لسان بعض المسؤولين الروس إشادةً بكلّ مِن رئيس تكتّل الإصلاح والتغيير ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، من دون تبنّيهما.

وكشفَ مسؤول روسي أنّ الرئيس سعد الحريري، وخلال زيارته الاخيرة إلى موسكو، شرحَ للرئيس الروسي أهمّية ان يصل فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، وعدّد مزايا فرنجية وتاريخه وعلاقاته العربية وتحديداً صلتَه بسوريا، وكذلك صلات بيته بالسعودية.

– موسكو مستاءة ممّا تعرّضَت له الأقليات المسيحية في المنطقة على أيدي المجموعات التكفيرية الإرهابية، وما يعنيها هو أن يدركَ الكلّ أنّها صديق للمسيحيين المشرقيين، لا بل هي الحاضنة لهم. ومن هذا المنطلق هي مهتمة بوضع مسيحيّي لبنان.

قال أحد المسؤولين الروس إنه سمعَ من مسؤولين لبنانيين أنّ لبنان لم يعُد قادراً على أن يتحمّل الفراغ الرئاسي، ويجب إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن، خصوصاً وأنّ هذه الانتخابات هي محطة مفصلية للمسيحيين. ينبغي أن تؤسّس لعودتهم إلى المعادلة الداخلية بفعالية كبرى. فالتأخير في إتمام هذا الاستحقاق معناه المزيد من الأضرار للمسيحيين، وأسوأ ما فيه إبقاء الشعور لدى المسيحيين بأنّهم مهمَّشون.

على أنّ أهمّ ما استنتجه زوّار موسكو، هو أنّ وضعَ لبنان مربوط بالتطوّرات السورية. والكلام الروسي على كافة المستويات، يَرتكز على قاعدة مفادُها: «سوريا من حصّة روسيا.. ومسار لبنان مربوط بالمسار السوري».

في النقاشات بين الزوّار ومضيفيهم الروس، يؤتى على ذِكر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ردّة الفعل عند الروس تتجلّى في رسم ابتسامة عريضة ومعبّرة. ثمّ يَستذكرون زيارةَ تيمور وليد جنبلاط الأخيرة إلى موسكو. وكذلك يستعيدون الهجوم الذي شنّه جنبلاط على الرئيس الروسي آنذاك. ثمّ يكتفون بالسؤال:.. منذ ذلك الحين، هل ما زلتم تجدون في كلام وليد جنبلاط أيّ هجوم علينا؟