IMLebanon

لبنان حريص على العلاقة بالسعودية ونواتها باتت صلبة

تشويش داخلي متعمّد على العهد قبيل القمّة العربية

لبنان حريص على العلاقة بالسعودية ونواتها باتت صلبة

يُشرف العهد على دخول شهره الخامس، مستندا الى إنجاز هامّ بإقرار الحكومة سلّة من التعيينات العسكرية والأمنية، بالتوازي مع قرب إقرار الموازنة العامة واستكمال درس مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب في مجلس النواب تمهيدا لإقراره وإحالته الى مجلس الوزراء. بيد أنّ النجاح في إعادة ترتيب البيت الداخلي توازيه استحقاقات خارجية أبرزها ضمان عدم حصول اي اهتزازات في علاقة لبنان بدول الخليج، بعد المحاولة الناجحة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ترميم هذه العلاقات في خلال زيارتيه الى كلّ من المملكة العربية السعودية ودولة قطر، في أولى جولاته العربية، تبعتهما زيارة مصر، ومن ثم الأردن الذي يستضيف اجتماع القمّة العربية نهاية الشهر الجاري.

وفي حين تتّجه الأنظار إلى مجريات القمة المرتقبة في عمّان، بعد الجدل الذي رافق موقف لبنان في القمّة في خلال العامين الماضيين لناحية النظرة الى حزب الله والموقف من الإعتداء على السفارة السعودية في طهران، فإنّ جدلا من نوع آخر أُثير في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين أمس الأوّل في القاهرة، حيث مثّل لبنان المندوب بالوكالة أنطون عزام، وتحفّظ مندوب المملكة العربية السعودية لدى الجامعة أحمد القطان على بند التضامن مع الجمهورية اللبنانية بالكامل، وأيّده في تحفّظه مندوبا الإمارات والبحرين، ما شكّل سابقة حملت دلالات عدّة، خصوصا ان البعض أعاد قرار التحفظ بحديث الرئيس عون الى قناة الـ «سي. بي. سي» المصرية منذ حوالى الشهر وتحديدا لناحية جوابه على سؤال تناول سلاح «حزب الله» واعتباره مكمّلا لسلاح الجيش.

وإذ سعى البعض الى ربط الإشكالية في اجتماعات القاهرة بعدم حضور وزير الخارجية جبران باسيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أمس في مقرّ الجامعة العربية في القاهرة، يؤكد عارفون ان باسيل غاب بفعل إنهماكه بجلسات مجلس الوزراء والنقاش حول الموازنة وقانون الانتخاب، وليس لسبب أو لموقف سياسي.

وإنطلاقا من هنا لا يخفي مراقبون خشيتهم، في حال عدم احتواء الموقف، من أن تطال تداعيات هذه الإشكالية زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى لبنان والتي نُقل عن مصادر إعلامية مقرّبة من قصر بعبدا أنّ السلطات اللبنانية تلقت في اليومين الماضيين كتاباً رسمياً من الرياض يبلغها بأن العاهل السعودي وافق على تلبية دعوة الرئيس عون لزيارة بيروت، مفترضة بدء المحادثات بين الدوائر المعنية في البلدين لتحضير الزيارة التي وصفتها بالهامة على أكثر من مستوى.

وفي هذا السياق، تضع مصادر معنية هذه التسريبات في إطار دحض ما يُشاع عن توتر في العلاقات اللبنانية – السعودية، في ضوء تأكيد مصادر ديبلوماسية انّ أي توتر لن يؤثر في نواة العلاقة التي باشر الرئيس عون بناءها مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها السعودية.

وتذهب هذه المصادر بعيدا في تأكيدها أنّ لبنان تلقّى تطمينات من مصر بأنّ بند التضامن مع لبنان في المجلس الوزاري للجامعة سيسلك مساره الطبيعي في اجتماع القمة العربية في الأردن والتي يحضرها لبنان مُكلّلا بالتوافق السياسي بعد التسوية التي ضمنت انطلاق العهد الجديد بزخم داخلي وخارجي مرموق.

وتشير الى أن الضجة في هذا الصدد هي في غالبيتها ذات مصدر داخلي، تحرّكها مجموعة معلومة الأهداف، على رأسها نائب سابق معتكف في العلن عن أي نشاط سياسي بذريعة رفضه التسوية التي حصلت، لكنه في الخفاء يعمل على التشويش على نتائج هذه التسوية، وخصوصا العلاقة الإيجابية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وتلفت الى أن رئاسة الجمهورية على بيّنة مما يقوم به والخلفيات التي يتحرك في سياقها، وحراكه هذا لن يخرج عن إطار الضجيج.