IMLebanon

وساطة «حزب الله»؟!  

نقلت معلومات مفادها ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قدم عروضا لتوزير سياسي من تيار المردة رد عليها رئيس التيار النائب سليمان فرنجية بوضع شروط تقول ان المطلوب اولا  هو اتصال مباشر من الرئيس عون، او ايفاد رئيس التيار الوطني وزير الخارجية جبران باسيل في خطوة يراها  فرنجية بمثابة رد اعتبار بعد الذي شاب العلاقة  بين الطرفين. كما تقول المعلومات ان وراء الخطوة مسعى مباشر وشخصي من قبل احد النافذين  في حزب الله. لكن رد فعل رئيس الجمهورية يرى ان العرض غير مغر حتى وان كان يزيل عقبة اساسية من امام تشكيل الحكومة.

تجدر الاشارة في هذا المجال الى ان الرئيس عون وان لم يعط جوابا ايجابيا على عرض حزب الله، غير ان مصادر مطلعة قالت ان النائب فرنجية يرفع سعره ليس مقابل حقيبة وزارية بل لاحراج الرئيس عون في خطوة يسأل عنها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي لم يعلن موقفه من الموضوع بعد ما جاء على لسانه انه على تفاهم مع فرنجية لكن ليس على حساب التنازل عن حقيبة وزارية محسوبة لوزير اخر (…)

هذا المشهد السياسي ان دل على شيء فهو دليل على رغبة حزب الله بتجنب الاحراج الشخصي،  بعد الذي صدر عنه في مجال انتخاب رئيس الجمهورية حيث يفترض ان لا تكون نية سيئة في مجال عرض المطالب والقبول بها، لاسيما انه لم يكن على خلاف مع فرنجية او مع الرئيس المكلف ازاء وجهات النظر التي تأكد وجودها في الاحوال الاستثنائية التي مرت بها الانتخابات الرئاسية التي حتمت تفاهما مغايرا في الساعات الاخيرة التي سبقت وصول العماد عون الى سدة الرئاسة؟!

ثمة من يرى في اخبار وساطة حزب الله لترتيب تشكيل حكومة متجانسة انها امور غير سلبية حيث لا يقعل ان تكون الاراء موحدة، في الجانب المتعلق بخلق مجال تعاون بين عون  وفرنجية اضف الى ذلك ان فرنجية قد رفع سقف مطالبه لانجاز طبخة الحكومة في مختلف مجالات العمل السياسي الذي بات يعني تجنب تعليق المسعى مهما كان القصد منه لان لكل حادث حديث من المطلوب ان يفهم منه ضرورة انجاز تشكيل الحكومة بعزل عن بعض المواقف ذات الصلة بموضوع الحكومة، اضف الى ذلك ان بقية المعنيين بهذا الاستحقاق يحتاجون الى مفهوم سياسي مختلف عما هو سائد حاليا؟!

ويقال في هذا الصدد، ان الرئيس الحريري لن يتأخر عن تقبل فكرة المسعى طالما انه لم يتنازل عن مقعد وزاري من صلب حصته، لاسيما ان طلب فرنجية مرشح لان يتناول مقعدا وزاريا من حصة رئيس مجلس النواب نبيه بري المطالب بدوره ان يكون له موقف مؤيد لوساطة حزب الله فضلا عما يمكن ان يحصل في مجال توزير المحسوبين على القوات اللبنانية التي وجدها فرنجية وانه تتقصده كخط سياسي ملزم لما سبق حصوله من تباينات بين رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس تيار المردة وفي الحالين يبقى القرار في يد الرئيس سعد الحريري الذي يعرف اكثر من سواه من اين تؤكل الكتف؟!

المهم من وجهة نظر سياسي مستقل، ان لا تبقى الامور عالقة في حال لم يدخل الحكومة ممثل من تيار المردة، لكن تصوير الوضع وكأن العقدة عند القوات هو رأي خاطئ من الواجب تجنب العمل بموجبه كي لا يستمر التباين ضمن وزراء الحكومة الجديدة، في حال جاءت حصة المردة من هذا  الجانب او ذاك، مع العلم ايضا ان وساطة حزب الله يمكن ان تتناول حصة الحزب في الحكومة الجديدة التي يفترض ان تكون موجهة نحو الاحداث بالاعتبار ماهية اللعبة السياسية التي تتقبل مختلف وجهات النظر (…)

ان مسعى حزب الله غير مرتبط فقط بحصة تيار المردة في الوزارة، بقدر ما تؤكد المعطيات ازالة حال الجفاء بين رئيس الجمهورية وبين رئيس تيار المردة وهي نقطة ايجابية لا بد وان تسجل في خانة الحزب، لان الغاية في النتيجة تقدم حكومة تكون مقبولة من الجميع على السواء وهذه غاية الغايات عندما يحين اوان العمل بموجب وساطة الحزب التي لم تتحدد في زمن تشكيل الحكومة فقط حيث ستتطبق عليها مجالات العمل التي تستتبع الاعلان عن ولادة الحكومة؟!

خلاصة القول ان الرئيس عون مطالب برد فعل ايجابي في حال كان القصد ازالة حال الجفاء بين رئيس الجمهورية وتيار المردة وفي الحالين لا بد من القول ان الكرة الان في ملعب  الرئيس عون اكثر من غيره وهذا سيتضح في النتيجة على المشاورات القائمة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف للافادة من كل جديد من غير حاجة الى التوقف عن اي رد فعل يجب ان يكون على حساب حزب الله كي لا تظهر النتيجة وكأنها تستهدف فئة على حساب فئة.