IMLebanon

سامي الجميّل في أول «بروفا» شعبية

في إطلالته الأولى أمام الحشود الكتائبيّة رئيساً للحزب، وقف النائب سامي الجميّل تحت ظلال البيت المركزي في الصيفي ناعياً نظام الحكم، وموجّهاً رسالة الى الزعماء المسيحيّين مفادها أنّ الكتائب عادت الى الساحة ويمكنها ملؤها، مُستبقاً بذلك تهديد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بتحريك الشارع تحت شعار الدفاع عن حقوق المسيحيين.

وقف سامي الجميّل، أمس، أمام الكتائبيين خطيباً ومحمّساً وطارحاً أفكار حلّ وطنيّة، فالعيون الكتائبية شاخصة إلى قدرته على حشد المؤيّدين وإعادة الكتائب إلى خريطة المنافسة المسيحية واللبنانية. لذلك، حضّرت الأقاليم الكتائبية في المناطق جيّداً وحَشدت لهذه المناسبة الأساسيّة، فانتخاب رئيس الحزب والقيادة الجديدة يترافَق هذه المرّة مع فتح مرحلة كتائبية جديدة عنوانها: إنتخاب سامي مع ما يرافقه من حراك مسيحيّ.

حضر الكتائبيون منذ الصباح الباكر الى الصيفي، وقطع الأوتوستراد من مستديرة شارل حلو وصولاً الى بيت الكتائب، وتحوَّل الشارع في الاتجاهين مسرحاً للاحتفال، حيث وضعت الكراسي. وسَلك الكتائبيون طرقاً عدّة للوصول الى الصيفي، أبرزها الطريق البحرية، الجميزة، ووسط بيروت.

تعدّدت الشعارات التي أطلقها الكتائبيون، وحرص كل إقليم على رفع اليافطات المرحّبة بالانتخاب، دليلاً على تأييد العملية الانتخابية من جهة، وتثبيتاً للحضور داخل الحزب نفسه من جهة أخرى. وعلى رغم بعض الأصوات الكتائبية التي انتقدت الانتخاب، إلّا أنّ الكتائبيين ملتزمون في النهاية، وهم الذين تربّوا على عقيدة واحدة في زمن صدام الأفكار والعقائد، وهي إطاعة القائد المؤسس، أي الشيخ بيار الجميّل، والتزام قرارات الحزب.

إحتمى الكتائبيون بالأعلام من شمس تمّوز الحارقة، في وقت وزّعت قبعات مرسوم عليها أرزتهم. جلست القيادة الكتائبية الجديدة في الصفوف الأمامية، وتقدّم الرئيس امين الجميّل الحضور، وهو الذي حاول ردّ الحزب الى الساحة.

على وَقع أغنية «عَ الصخر منِحفر كتائب»، والأغاني الكتائبية الثوريّة التي لم تَخفت، نجح الحزب في إثبات حضوره في أوّل «بروفا» شعبيّة، وفق المشاركين، فهو على رغم فارق القوّة والأحجام مع «التيار الوطني الحر»، إلّا أنه قادر على التحرّك لا لافتعال صدام مسيحي- مسيحي في زمن المصالحات، بل لحجز مقعد لائق بين «التيار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» التي زار رئيسها الدكتور سمير جعجع، الجميّل لتهنئته وتأكيد التحالف الأخوي الذي يَنحو الى التنافس أحياناً.

حاول سامي مخاطبة الكتائبيين مستخدماً مخزون الرئيس المؤسّس الشيخ بيار ورصيده، ولسان الرئيس الشهيد بشير الجميّل ونَبرته، جامعاً بين إنجازات الماضي وإخفاقاته، وهموم الحاضر وتحدياته، فصعد المنصّة وحَيّا الحاضرين، واعتبر أنه «ليس مقبولاً ترك البلد وتعطيل الرئاسة بسبب أنانيّات شخصية ولأنّ المصلحة الشخصية والحزبية قبل مصلحة لبنان واللبنانيين، فكفى اختراع حجج ومبادرات وهمية فإنْ لم نستطع الاتّفاق على اسم رئيس، ليكن لدينا الحياء كي نعود الى البرلمان وننتخب رئيساً».

وركّز الجميّل على هدف التغيير الداخلي للكتائب: «لا نريد لقاء في الدوحة أو لوزان أو أيّ مكان، بل نريد أن ينعقد هذا اللقاء في بيروت، لأنّنا لا نقبل إلّا أن نكون تحت وصاية الشعب اللبناني. وفي هذا اللقاء المسمّى وطنياً او جمعية وطنية سيؤسّس لبناء لبنان الجديد. وعلينا أن نُقرّر اذا كنّا نريد دولة أم لا؟ نريد حياة حضارية أم لا؟»، مؤكداً «اننا نريد دولة حقيقية سيّدة على كل أراضيها وتمتلك السلاح».

وشدّد على الفكرة الأساسية التي تطرحها الكتائب وهي حياد لبنان عن صراعات المنطقة، وقال: «إنّ حدود لبنان هي الـ10452 كلم2 لا أكثر ولا أقل، واذا أرادوا الدفاع عنها يدافعون ضمنها لا خارجها، وعلينا أن نَتّكِل على جيشنا البطل».

ودعا الجميّل الى «الإعتراف بأنّ الصيغة الدستورية التي نعيش في ظلها منذ 90 عاماً فشلت في تقريب اللبنانيين»، لافتاً إلى «4 محرّمات للتغيير، هي: عدم سفك الدماء بين اللبنانيين، نهائية الكيان اللبناني 10452 كلم2، صيغة العيش المشترك وحرية الشعب اللبناني وحياته».

وطمأن المسيحيين إلى أنّ «موقعنا هنا في لبنان، وقد حاولوا أن «يَقبعونا»، ولكننا صمدنا بتعبنا وأبطالنا». وتوجّه لمَن يفكّر بهزّ الوجود المسيحيي بالقَول: «الكتائب رجعت إلى الساحة، وسنقاوم كلما دعت الحاجة للدفاع عن كل حبّة تراب من بلدنا».

إنتهى المهرجان الخطابي، والجميع يترقّب ساعة نزول عون الى الشارع وتطوّر الوضع، فيما انصرف سامي الى تقبّل التهاني للانطلاق بَعدها الى مواجهة التحديات الحزبية والمسيحية والوطنية.