IMLebanon

الأمن والقطاع المصرفي مصدر اهتمام أميركي سيلفرمان لـ”النهار”: استقرار لبنان أولوية

لم يكن المشهد من نيويورك حيث توافد أكثر من ٢٠٠ شاب لبناني من لبنان وولايات أميركية أخرى، للمشاركة في مؤتمر الشركات الناشئة او Startups”، الذي نظمته غرفة التجارة اللبنانية – الاميركية، كما هو في البلاد، ولا حتى يشبهه.

الصورة التي جمعت هؤلاء الشباب في المؤتمر والنقاشات التي تناولوها، أبرزت الهوة  العميقة بين آمال الشباب اللبناني الواعد وتطلعاته وعمله على وضع لبنان على خريطة الاستثمار العالمي، والطبقة السياسية الداخلية الغارقة في حسابات خاطئة حيال استحقاقات لا تملك فيها القرار، بل  فقط التنفيذ.

وفيما غاب الاهتمام الرسمي اللبناني عن مواكبة هذا المؤتمر، نظرا الى غيابه عن اولويات السياسيين، برز اهتمام أميركي واكب اليوم اللبناني في نيويورك، إذ حضر نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى لورانس سيلفرمان أعمال المؤتمر من الصباح الى المساء، وشارك الى جانب المتحدث المساعد في برلمان ولاية نيويورك فيلكس اورتيز ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان،  والسفيرة الأميركية السابقة مورا كونيللي في العشاء الذي اقامته الغرفة على هامش المؤتمر.

وفي حديث إلى “النهار”، اعرب سيلفرمان عن تأثره بالمؤتمر وبالمشاركين فيه من فئة الشباب، مشيرا الى انه ” يظهر الروح الريادية والدينامية التي يتمتع بها اللبنانيون. ويشجعني كثيرا ان ارى الشباب بينهم الذين يتحلون بروح قيادية يحملون الازدهار والاستقرار لبلدهم”. وإذ أمل ان يحقق المؤتمر اهدافه “بتأمين التواصل وجذب الاستثمارات المطلوبة”، قال ان المؤتمر يمثل “صورة إيجابية عن لبنان لا يتوافر للكثير من الاميركيين ان يروها في ظل الصور القاتمة التي ينقلها الاعلام عما يجري في المنطقة”.

يجدد سيلفرمان إلتزام بلاده حيال لبنان في “مواجهته التحديات والمخاطر الكبيرة التي يتعرض لها نتيجة الصراعات الاقليمية ومحاولات التنظيمات الارهابية إقحامه في النزاعات”. ويؤكد ان الولايات المتحدة لا توفر جهدا للمساعدة ولدعم الاستقرار الداخلي وحمايته.

ولدى ملاحظة “النهار” أن لبنان لا يسمع الا كلام الدعم ولكنه لا يتلمسه جديا ولا سيما حيال إستحقاق رئاسة الجمهورية الشاغر منذ عام، يجيب سيلفرمان: “ليس صحيحا ان لبنان ليس اولوية بالنسبة إلينا. وإذا كان الامر لا يظهر جلياً بالنسبة الى اللبنانيين فهذا لا يعني انه ليس موجودا. ويكفي ان نعود قليلا الى الوراء ونقارن تطور العلاقات بين بلدينا لنلاحظ ان الاهتمام لا يزال ثابتاً. فالولايات المتحدة تعمل وتبذل جهودا مع المجتمع الدولي من اجل حماية الاستقرار والأمن في لبنان”

اما في شأن الاستحقاق الرئاسي، فلا يرى المسؤول الاميركي أن أمام بلاده أي خيار غير الضغط على المجتمع الدولي والدول المعنية من اجل الدفع في إتجاه إنجاز الانتخاب، لكن بلاده لا يمكن أن تذهب الى إعتبار موقفها تدخلا في الشؤون الداخلية، “فهذا شأن يعود الى اللبنانيين وحدهم”.

لا يخفي سيلفرمان التعبير عن قلق بلاده من “الاخطار التي تتهدد لبنان من جراء تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، والهادفة الى زعزعة الاستقرار واحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية، وهذا ما يدفعنا الى زيادة مساعداتنا للقوى العسكرية لتعزيز قدراتها على مواجهة هذه القوى”.

ويلفت الى جانبين يشكلان محور الاهتمام والمتابعة الأميركية، هما الملف العسكري والامني والقطاع المصرفي. ويقول في هذا السياق “ان الولايات المتحدة زادت بشكل كبير حجم مساعداتها العسكرية للقوى العسكرية والأمنية لتعزيز قدراتها على مواجهة الارهاب والتنظيمات التكفيرية.

أما في المجال المصرفي، فيشير الى ان وزارة الخزانة الأميركية والأجهزة المالية المعنية تتابع عن قرب القطاع المصرفي، كاشفا عن “ارتياح تام الى أداء القطاع المصرفي ومواكبته والتزامه المعايير الدولية وتحسبه الكامل لمنع أي تفلت يمكن ان يسجل لدى تطبيق العقوبات الأميركية والدولية من الدول الخاضعة لتلك العقوبات عبر النظام المصرفي اللبناني”.

يعود سيلفرمان الى الشأن الاقتصادي ليبرز اهميته في إستقرار لبنان، ويقول: “يجب الا نخطىء : قطاع الاعمال أساسي للإستقرار، ونحن نعي الى اي حد يعتبر القطاع المصرفي دقيقا بالنسبة الى هذا الاستقرار. ووجود اقتصاد قوي ونابض سيكون أكثر قدرة على الصمود في وجه التحديات الأمنية والمشاكل الإقليمية. لذلك قلت ان إنتخاب رئيس قد لا يحل كل المشاكل ولكنه خطوة اساسية في الاتجاه الصحيح”.