IMLebanon

العصفور وخيطه

بعد مخاض دام ٨ سنوات، وبفضل الارادة الاماراتية والارادة اللبنانية – اللبنانية وليس السورية او الايرانية، أبصر النور المستشفى الذي بنته دولة الامارات العربية المتحدة، وهو تقدمة من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد رحم الله والده، ووالد جميع أبناء الامارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ذلك الرجل المعطاء الخيّر صاحب الأيادي البيضاء في دول الامارات السبع كلها، وقد استطاع ان يجمعها بمحبة وحكمة.

الغريب العجيب أن هذا المستشفى تم الانتهاء من بنائه وتجهيزه منذ العام ٢٠٠٨ ولكن قوى الأمر الواقع التي تمنع الخير عن البلد تحت حجج وذرائع واهية ساعة أمنية وساعة ثانية للدفاع عن الوطن في حلب وحماة وحمص وجسر الشغور (…) وهذا في سوريا، اما في العالم فحدث ولا حرج…

الحمد لله فقد استطاعت قوى الخير أن تتغلب على الشر حيث سيبصر المستشفى النور بإذن الله في شهر أيلول المقبل وذلك بإدارة وإشراف مستشفى المقاصد.

في هذا الوقت بالذات، أي في الوقت الذي يتم الاعتداء على الدول العربية ابتداءً من العراق مروراً بسوريا واليمن ولبنان والبحرين والكويت..

وفي وقت تعاني دول الخليج، وبالذات المملكة العربية السعودية من دخول الحرب دفاعاً عن الشعب اليمني ولمساعدته ضد ميليشيا الحوثيين الانقلابيين ومن يدعمهم مالياً، والأهم بالسلاح دونما حساب، إنما فقط من أجل ولاية الفقيه ومن أجل تنفيذ مشروع الفتنة السنّية – الشيعية..

في هذا الوقت بدل ان تعاملنا دولة الامارات العربية المتحدة بالمثل، أي بأسلوب سلبي انتقامي، قامت ببناء وتجهيز مستشفى ابن سينا في شبعا، تلك المنطقة النائية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.. نعم منطقة نائية لا يوجد فيها الحد الأدنى من الخدمات الطبية.. علماً أنه يوجد في تلك المنطقة ٥٠ ألف مواطن لبناني يحتاجون الى رعاية صحية.

ولم يتوقف الكرم الاماراتي عند تقديم المبنى وتجهيزاته التي كلفت ٢٢ مليون دولار بل خصص مبلغ عشرة ملايين دولار لتشغيل المستشفى لمدة ٥ سنوات.

وإذا كانت المناسبة الكريمة اقتضت أن يكون الكلام موجهاً الى دولة الامارات العربية المتحدة فلا يفوتنا أن نوجّه الشكر الموصول الى المملكة العربية السعودية والى دولة الكويت أيضاً.

وهنا لا بد من توجيه تحية الى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان.

المملكة التي لم تتخلَّ عن لبنان في أي يوم من الأيام، والتي لها الأيادي البيضاء عليه في مجال المساعدات على أنواعها وفي مجال استقبال جالية لبنانية ضخمة تلقى الترحاب وتستفيد من فرص العمل المتوافرة، وفي مجال الدور السياسي الكبير ونكتفي بذكر مؤتمر قمة الرياض الذي انبثقت منه قوات الردع العربية في السبعينات، ومؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان.

ونتوجه الى امير الامراء وامير الانسانية الشيخ صباح الاحمد الصباح والقيادة الكويتية الكريمة بأطيب التحية فهي أيضاً البلد الذي مدّ ويمدّ يد الخير والعطاء الى لبنان في مختلف المناسبات.. ولنذكر المؤتمر الذي انبثقت منه في الثمانينات اللجنة العربية السداسية من أجل لبنان.

وأما اللبنانيون في الكويت فيلقون أحسن المعاملة من القيادة ومن الشعب الكويتي الشقيق أيضاً. وفي المناسبات قاطبة كانت الكويت الى جانب لبنان.. أما نحن فأرسلنا الى الكويت المتفجرات وخلايا التخريب، كما أننا لم نتوقف يوماً عن التحامل على المملكة العربية السعودية من دون أي سبب او مبرر.

شكراً لدولة الامارات

شكراً للشيخ خليفة

شكراً للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد على خليفته جميعاً.

شكراً لسعادة السفير حمد سعيد الشامسي الذي تابع وأصر على تنفيذ المشروع وتحقيق أمنية اللبنانيين.