IMLebanon

خطر الارهاب اليائس وسلة الحلول السياسية

تفجيرات القاع على وحشيتها وغرابتها فإنها لم تكن مفاجئة، أو لم تكن في الحسبان سلفاً. وهي قد تحمل مؤشراً على حال الارتباك واليأس في المجموعات الارهابية وتعبيراً عن حالة الاختناق الراهنة التي تعاني منها في أنحاء المنطقة، وجاءت اجراءات الحيطة الأمنية في لبنان لتزيد من حدة ضيقها وأزمتها، وانها تقترب من ساعة النهاية. ومع ذلك، فإن هذا الحدث الاجرامي الوحشي يحمل في طياته تحذيراً جديداً الى الطبقة السياسية اللبنانية بضرورة الخروج من حال العبث، والمراوحة في المواقف، تجنباً من الآتي الأعظم. وان استمرار الأوضاع السياسية على هذه الصورة من انغلاق المكونات السياسية على مواقفها دون تغيير أو تبديل أو ليونة، من شأن كل ذلك أن يوسع الثغرات الحالية، ويفتح ثغرات جديدة، يتسلل منها كل أنواع الأخطار، بما فيها أخطار الارهاب اليائس!

منذ أكثر من سنتين ونيف، يتبادل السياسيون وكتلهم، السجالات حول عدد قليل من القضايا المفصلية، كل قضية على حدة، ولا يتوصلون الى أي حل لأية مشكلة منها… مثل الشغور الرئاسي، وقانون الانتخاب، بين مصرّ على انتخاب الرئيس قبل أي اجراء آخر، ومن يرى غير ذلك. وجاءت مبادرة السلة المتكاملة كطرح عملي وبراغماتي، ويمكن أن يقود من خلال الحوار الى نتائج عملية. والحوار هو أداة التفاوض بين الأطراف كافة بما يعنيه من أخذ وعطاء، وتقديم تنازل في مقابل تنازل آخر، بحيث تأتي النتيجة على طريقة لا غالب ولا مغلوب. ويكون في مقابل تنازل طرف عن مطلب ما، مكسب يحققه من خلال نيل مطلب آخر، وهكذا. ومعنى ذلك، ان ما من طرف يحقق مطالبه بالكامل، وما من طرف لا يحقق شيئاً، ويخرج من المولد بلا حمص!

مفهوم السلة انطلق أصلاً من فكرة المزارع الذي يذهب الى حقله حاملاً سلته ويعود وهي ممتلئة بالثمار! ولكن – للأسف وللألم – جاء بعض اطراف الحوار في لبنان حاملاً الدلاء لملء السلة… بالماء