IMLebanon

احرجوه… فأخرجهم

ما جرى في مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي خطير جداً ولا يمكن إلاّ أن نتوقف عند كلام قاله الوزيران جبران باسيل والياس بو صعب حول جدول أعمال مجلس الوزراء، خصوصاً بالنسبة الى الرسالة الخطية التي وجهها بو صعب الى رئيس الحكومة معترضاً فيها على جدول الأعمال.

قال الوزيران إنّ لرئيس الجمهورية صلاحيات في وضع جدول الأعمال، سلام ردّ بأنّ من يضع جدول الأعمال هو رئيس الحكومة و»يطلع» عليه رئيس الجمهورية، والنص الدستوري واضح في هذه النقطة.

وأيضاً عندما كان رئيس الحكومة يتكلم حول بند تصريف الإنتاج الزراعي قاطعه جبران باسيل معلناً «نرفض مناقشة أي بند قبل بند التعيينات الأمنية»، وأضاف: «حقوق المسيحيين مهدورة ونحن نمثل نصف البلد، وأصحاب هذه الحقوق ونريد حقنا».

ليسمح لنا الوزير باسيل فهذا الكلام لا يُقال للرئيس تمام سلام الذي رفض أن يترشح الى انتخابات 1992 النيابية حرصاً منه على حقوق المسيحيين وتضامناً مع موقفهم شبه الشامل آنذاك.

وهل أضحت حقوق المسيحيين وقفاً على تعيين قائد الجيش بالذات إلاّ إذا كان صهر الجنرال ميشال عون؟

شكراً للرئيس تمام سلام الذي بعد طول المعاناة التي عاناها منهم أحرجوه… فأخرجهم! وقال لهم: هذه البكائية لا علاقة لها بالمواقع… وقال لباسيل: أين الحقوق المهدورة؟ ألَيْست حصتكم في الحكومة وازنة؟ هل اتخذ مجلس الوزراء منذ تشكيله قراراً من دون التوافق معكم، مسبقاً، عليه؟ وأضاف: نصف الوزراء يعاتبونني على حرصي الزائد على مسايرتكم، وفي النهاية أصبح آكلاً للحقوق؟ هذا كلام مرفوض.

وقال لـ بو صعب: أنت أرسلت إلي كتاباً اعتراضاً على جدول الأعمال، وهذا كتاب لم يحدث أن تلقّى رئيس وزراء مثله في التاريخ، أنتم تشيدون بصبري، لكني أقول لكم إنّ صبري هو ملك لي، وما هو ملك لي أتبرّع به، لكن ما هو ملك الدولة لا أتبرّع به لأحد، ومخطئ مَن يفكر بالتعدّي على صلاحيات رئيس الحكومة، لكن إذا كانت الأمور تأخذ منحى تعطيلياً فلا بد لي في نهاية المطاف من أن أحدّد المسؤول عن التعطيل.

ودخل على الخط الوزير نهاد المشنوق راداً على الإعتراض العوني بالتساؤل: هل مسألة تعيين قائد الجيش هي إجراء أو قرار، إذا كانت إجراء نطرح الموضوع فوراً على المجلس، أما إذا كانت قراراً فالواضح أنّ لا إجماع على طرحه، إلاّ إذا أردتم فرضه على الحكومة.

وبدلاً من أن يؤدي مثل هذا الكلام الى الهدوء وعودة وزيري عون الى الذات، جرى العكس… والأنكى كلام ميشال عون الذي هدّد وتوعّد بتفجير الحكومة، وملوّحاً بانفجار كبير بقوله «إنهم يدفعوننا الى الإنفجار، وإذا كانت هذه رغبتهم فلا بأس لأننا لم نخشَ يوماً المواجهة».

ونقول للجنرال إننا نعرف كيف هرب وترك عائلته في بعبدا، وجيشه في المعركة…

أما وأنّ الجنرال يهدد بالحشود الشعبية فنسأله: ألم يعتبر من الحشود التي «جلبوها» الى قصر بعبدا يوم كان رئيساً للحكومة الإنتقالية المبتورة، فماذا كانت النتيجة؟ وماذا أفادته تلك الحشود؟!