IMLebanon

جولة ترامب الدينية: التحضير لحرب تنهي العرب والمسلمين!

بالمال يمكن شراء السياسات، ولكن لا يمكن شراء العواطف! وهذا ما ظهر جليا من خلال سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوفد المرافق له، بمن فيهم زوجته وابنته وصهره. وفي الرياض تجاهل الرئيس الضيف وصحبه العادات والتقاليد السائدة في مجتمع محافظ، وفي بلد كان مهد الاسلام وانطلاقته في العالم، ولم تضع لا زوجته ولا ابنته غطاء الرأس التقليدي. أما في اسرائيل فقد بادرت الزوجة والابنة الى وضع الغطاء دون دعوة من أحد، بل وحرص ترامب نفسه على اعتمار القلنسوة اليهودية لدى تأديته الصلاة اليهودية أمام حائط المبكى! وفي الرياض أعلن الرئيس ترامب سياسته بحرية تامة ولكنه كتم عواطفه. وفي اسرائيل أطلق العنان لنفسه وكان جامحا في أمرين: في السياسة وفي العاطفة معا!

حرص الرئيس ترامب على وضع جولته الأولى في العالم تحت عنوان ديني في المضمون وسياسي في الشكل. ولم تكن مجرد صدفة أن يكون اللقاء في الرياض مع ممثلي خمس وخمسين دولة عربية واسلامية. وان يزور كنيسة القيامة في القدس وحائط المبكى، وان يختتم الجولة بزيارة رأس الكنيسة في العالم بابا الفاتيكان. وهذا هو العنوان الحقيقي للجولة، وليست السياسة سوى وسيلة لتحقيق أهدافها. صحيح ان ترامب لم يزر أمكنة اسلامية في السعودية لأن مثل هذا الأمر غير متاح لغير المسلمين بحسب التقاليد السعودية. ولعلّ هذا الواقع هو من عوامل الحقد التاريخي للرئيس ترامب قبل الرئاسة وبعدها، على الاسلام والمسلمين!

في واقع الحال ان ترامب لم يخرج عن سياق الاستراتيجية الأميركية المرسومة والمخططة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، واقرارها في جلسة سرّية للكونغرس، بناء لخطة قدمتها وزارة الدفاع ووضعها البروفسور اليهودي الصهيوني برنار لويس بناء لطلبها، حول كيفية ضرب الاسلام في العالم، وتقسيم الدول العربية على أساس طائفي ومذهبي وعرقي وثقافي… والعهود الأميركية السابقة نفذت دورها من خلال الحروب الأميركية المباشرة، ولاحقا باختراع داعش وتمويلها وحماية عربدتها الدموية في المنطقة. وكل ذلك أدى الى شرذمة العرب والمسلمين، وتحريضهم على بعضهم بعضا، والتقاتل في ما بينهم، بما يكفي أميركا واسرائيل شرّ القتال!

يرى ترامب ان الوقت قد حان لتدمير آخر معاقل القوة في المنطقة العربية وخزانه الأكبر في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التضامن الخليجي. والغطاء الديني لجولة ترامب يخفي مخطط إشعال فتيل حرب عربية – ايرانية هائلة التدمير للطرفين وبعدها يخلو المسرح لاحتلال أميركي – اسرائيلي لأرض العرب والمسلمين ولمقدساتهم… وهو يضع ذلك ظاهريا تحت عنوان مكافحة الارهاب، ولكنه كان صريحا وفجّا في صراحته عندما أبلغ العرب والمسلمين في الرياض: التمويل منكم والقتلى من ناسكم، والدمار لبلدانكم، وان أميركا لن تتدخل ولو بجندي واحد من جنودها!