IMLebanon

تركيا تعمل على تفجير الساحة اللبنانية

في الوقت الذي بدأت تتضح فيه بعض الخيوط حيال الحلول في المنطقة انطلاقا من سوريا على قاعدة قيام دولة فيدرالية اتحادية وفق كلام موسكو بالتوافق مع واشنطن، فان الاوساط المواكبة للمجريات تتحدث عن تضاريس دويلات مذهبية واثنية بدأ فرزها على الرقعة السورية بحيث ان الفيدرالية ستتحول الى عملية تقسيم ممنهجة تؤدي الى قيام دولة علوية ودولة سنية ودولة كردية وسط كلام عن سعي اسرائىلي لقيام دولة درزية تمتد من السويداء وصولا الى الجولان عبر القنيطرة ما يطرح الكثير من الاسئلة عن التداعيات التي ستخلفها على الساحة المحلية المتلقية والمرتبطة عضويا بسوريا وربما هذا الامر سيشجع بعض الذين طرحوا الفيدرالية كحل في لبنان ولو تحت غطاء اللامركزية الموسعة.

وتضيف الاوساط ان بعض اللاعبين المحليين لا يدركون خطورة الاوضاع وسط اغلاق السعودية ابوابها لبنانيا وانتقالها الى تحريك الشارع السني بشكل مباشر كونها ترى في «تيار المستقبل» صناعة غير صالحة للاستعمال بعدما نفد تاريخ صلاحيتها، فبث الشريط التهكمي الذي تناول الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله كاد يشعل فتنة سنية – شيعية لولا تدخل الحزب والرئيس نبيه بري، وسألت الاوساط هل سيقف التصعيد السعودي عند هذا الحدّ ام ان هناك ملاحق اخرى؟ وربما هذا الامر دفع برئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ارسال وزير الصحة وائل ابو فاعور الى المملكة في عملية استطلاع يبني على الشيء المقتضى الذي يحفظ مصالحه وطائفته معا ولعل اخطر ما في الصورة قيام خفر السواحل اليوناني باحتجاز سفينة متوجهة من تركيا الى لبنان وعلى متنها حاويتان من الاسلحة ما يشير الى ان تركيا تجهد لتفجير الساحة المحلية لتعويض خسارتها في ريف حلب الشمالي ولكن السؤال يتمحور حول الجهة المرسلة اليها.

وتشير الاوساط الى ان المجريات تجعل من انجاز الاستحقاق الرئاسي في جلسة اليوم ام في موعد تال فيلماً من الخيال العلمي، ما يذكر المراقبين بموقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي طلب من المعنيين قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان ان يصار الى تعديل دستوري يسمح بموجبه بقاء سليمان في القصر الجمهوري لتصريف اعمال الكرسي الاولى على غرار حكومات تصريف الاعمال، ولم يكن طلب الراعي من عندياته بل ان الفاتيكان اوصى اليه بذلك وفق ما لدى الحاضرة البابوية التي تعتبر احدى اكبر خزانات الاسرار الدولية من معطيات حول ما امد للمنطقة في مراكز القرار وبدفع اسرائيلي ثم الحشد له اخراجا وسيناريوات بحيث «تقوم امة على امة ومملكة على مملكة» وفق ما ورد في الكتاب المقدس كون البلد الصغير الذي وصفه البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني بـ«الرسالة» مطلوب اسقاطه كنموذج للتعايش بين الاديان لا سيما ان الساحة المحلية لم تشف من سلسلة حروبها العبثية.

وتشير الاوساط الى ان بكركي كانت الاكثر ترحيبا لتوافق الرابية مع معراب الذي اعاد للمسيحيين رونقهم انطلاقا من ورقة «اعلان النوايا» وصولا الى «تبني رئىس» حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح العماد ميشال بعدما طوى الرجلان الصفحات السود من ماض لن يعود، وان كان الصرح لا يستطيع التدخل لصالح اي من المرشحين للرئاسة الاولى الا ان مصالحة اكبر كتلتين مسيحيتين باتت تشكل طمأنة للمسيحيين في ادق واخطر مرحلة وجودية حيث اقتلعوا من العراق ومن مناطق التكفيريين في سوريا ولم يبق الا لبنان معقلهم الاخير اضافة الى ان التلاحم المسيحي – المسيحي سيجذر وجودهم في الشرق ولن يكونوا اخر الهنود الحمر كما يتوهم البعض، فمن قاوم معاوية والمماليك والعثمانيين لن ترهبه كل تنظيمات التكفير.