IMLebanon

بدأنا نشعر بوجود الدولة

بدأنا نشعر بوجود الدولة

لأوّل مرة منذ سنوات بعيدة وتحديداً منذ بداية الحرب الأهلية في لبنان بدأ المواطن يشعر أنّه يعيش في دولة وأنّه صار في لبنان دولة بالرغم من أننا لم نصل بعد الى المستوى المطلوب، خصوصاً أنّ طموحات اللبنانيين اليوم لم يتحقق، بعد، إلاّ الجزء البسيط منها، ولكن لا بدّ من التوقف أولاً عند أهمية الحكم في أي بلد… هذه الأهمية التي تعود الى التوافق السياسي، فعندما يكون هناك توافق سياسي تكون الدولة دولة ويكون الحكم حكماً، أمّا في غياب هذا التوافق السياسي فيذهب البلد الى المجهول، وهذا تذكير بما يعانيه المواطن اللبناني منذ بداية الحرب حتى يومنا هذا.

ثانياً- لا بدّ من التوقف عند الإجراءات الأمنية التي اتخذها وزير الداخلية، فقد شاهدنا في مناسبة الأعياد، وللمرة الأولى منذ سنوات، عناصر قوى الأمن الداخلي وحواجز الجيش، ما أعطى الاطمئنان للمواطن أولاً، وهذا ما جعل من الذي يريد أن يرتكب أي إخلال بالأمن أن يحسب ألف حساب، فالبلد غير «فلتان» وعين الدولة ساهرة تراقب بفعالية.

ثالثاً- هذا التوافق والتنسيق بين الجيش وقوى الأمن الداخلي وجميع الأجهزة الأمنية يؤكد على أنّ هذا التنسيق الأمني هو أكثر من ضرورة، وأنّه عندما يوجد هذا التنسيق يؤدي الى نتائج أمنية باهرة.

ولا بدّ من التوقف عند الحادث الأليم في تركيا الذي ذهب ضحيته مواطنون لبنانيون أبرياء أحبوا أن يمضوا ليلة رأس السنة في اسطنبول، فكان الموت نصيب ثلاثة منهم، كما أصيب آخرون…

فعلى الصعيد الرسمي لا بدّ من التنويه بذهاب رئيس الحكومة وبرفقته وزيرا الداخلية والخارجية ووزراء آخرون الى المطار يمضون ساعات لمشاركة المواطنين في مشاعرهم الحزينة، فهذا أمر جديد غير مسبوق، وإن دلّ على شيء فإنما يدل على أن روح المسؤولية عند المسؤولين باتت عالية.

الى ذلك، على الصعيد الإعلامي فإنّ جميع الوسائل الإعلامية تابعت هذه المأساة منذ اللحظة الأولى وهذا واجب وطني ولكنه أيضاً واجب مهني في آنٍ معاً… بالرغم من بعض المبالغات، ولكن لا يمكن إلاّ أن أوجه تحيّة الى كل وسائل الإعلام.

وثمة ملاحظة حول ذلك السخيف الأرعن، وحسناً فعلت السلطة بإلقاء القبض عليه، ونتمنى أن يعاقب كما يجب، على قدر الجرم الذي ارتكبه.