IMLebanon

النزاع الخليجي إلى أين؟

الى أين تتجه الامور مع دولة قطر هل الى مزيد من التصعيد وصولاً الى قيام الدول العربية الاربع مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات والبحرين بعملية عسكرية، كما روجت بعض وسائل الاعلام الغربية والعربية في الايام القليلة الماضية للاطاحة بالنظام القائم، أم أن الامر يبقى في حدود رفع منسوب الضغوط السياسية والحصار الاقتصادي الى ان تستجيب دولة قطر للمطالب الثلاثة عشر التي سلمها اليها يوم الاثنين الماضي امير دولة الكويت.

الرد القطري على لائحة المطالب لم يكن استناداً الى تصريحات وزير خارجية قطر التي ادلى بها في روما لا يبدو انه سيكون إيجابياً كما كان يفترض الامر الذي يجعل كل الاحتمالات المتداولة مفتوحة بالرغم من وجود مساعي حثيثة يقوم بها رئيس الولايات المتحدة الاميركية للتقريب بين وجهتي نظر الدول العربية الاربع والمسؤولين القطريين والتي كان آخرها الاتصالات الهاتفية التي اجراها في اليومين الماضيين الرئيس ترامب مع كل من العاهل السعودي الملك سليمان بن عبد العزيز وامير دولة قطر والتي حثّ فيها على ضرورة التوصل الى تسوية لهذه الازمة تكون قاعدتها محاربة الارهاب الداعشي وكل التكفيريين.

بطبيعة الحال الرد القطري الذي سلمه امير دولة الكويت الى الدول المعنية، سيكون موضع بحث وتدقيق في اجتماع وزراء خارجية الدول الاربعة الذي سيعقد اليوم الاربعاء في القاهرة وسط تضارب المعلومات عن مدى تجاوب المسؤولين القطريين مع المطالب الثلاثة عشر، حيث تقاطعت معلومات من عدة مصادر غربية مهتمة بإيجاد تسوية عاجلة لهذه الازمة الخليجية بصورة خاصة والعربية بشكل عام بعد دخول مصر على الخط، تجمع على أن الرد القطري ليس ايجابياً بالمعنى الدقيق للكلمة ذلك لانه وفقاً لهذه المعلومات يرفض معظم مطالب الدول العربية الاربع، سواء لجهة حسم علاقات التعاون والتنسيق مع ايران او لجهة وقف دعمها المالي للمنظمات الارهابية ومنها على وجه التحديد داعش الى غيرها من المطالب التي تتناول طرد المجموعات الارهابية التي تحتضنها دولة قطر ووضع حد للاعلام القطري التي يروج لهذه المجموعات، ما يدل على ان الامور بين هذه الدول وبين قطر تتجه الى مزيد من التصعيد بما فيه التصعيد العسكري، إذا اقتضى الامر ذلك، الا اذا نجحت الوساطات الاميركية والغربية الناشطة على هذا الخط في اقناع حكام دولة قطر بالاستجابة الى المطالب العربية المرفوعة والكف عبر خطوات عملية سريعة عن مساعدة الارهابيين من جهة، وعلى استمرار التعاون مع الدول الداعمة والمصدرة لهم وأولها واخطرها ايران.

وبانتظار ما سيسفر عنه اجتماع وزراء خارجية الدول الاربع الذي يبدأ اعماله اليوم في القاهرة، تشهد عدد من العواصم الغربية ولا سيما الولايات المتحدة الاميركية حركة ناشطة في اتجاه الدول المعنية في اطار المساعي المبذولة لاقناع المسؤولين القطريين بضرورة اتخاذ موقف صريح وواضح من المجموعات الارهابية، ومن الدول التي جاهرت باطماعها التوسعية ضد دول الخليج والمقصود بذلك ايران وذلك بوقف التنسيق معها في هذا المجال وفي غيره من المجالات ولا سيما بالنسبة الى دعم ايران المفتوح للحوثيين في اليمن ومدهم بالمال وبأنواع مختلفة من السلاح المتطور، غير ان ما ظهر حتى الساعة لا يشجع على التفاؤل بأن المسؤولين القطريين سيتخلون عن سياستهم في المنطقة، الامر الذي من شأنه ان يجعل كل الاحتمالات بما فيها احتمال العمل العسكري اضافة الى الحصار الاقتصادي مفتوحة.