IMLebanon

من افشل مبادرة سلام في جمع الحريري وباسيل؟

يعيش الوضع الداخلي اللبناني حالة من المراوحة والانتظار مع عودة محركات التواصل والتفاوض على خطوط اعادة المياه الحكومية والحوارية الى مجاريها، مع اطلاق رئيس الحكومة سلسلة اتصالات لاتخاذ القرار في شأن عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، في ظل تمسك الرابية بقرار المقاطعة، على وقع بورصة توقعات الاغتيال التي كان آخرها سيناريو استهداف الرئيس الحريري بعدما كان نجمها السابق الرئيس بري، على يد عماد ياسين امير تنظيم الدولة الاسلامية في عين الحلوة، والذي يعد من ابرز واخطر المطلوبين نتيجة ارتباطه المباشرة بقيادة الرقة، والذي نجح الجيش في ابطال مفعول احد ابرز الغام عين الحلوة.

ووسط شلل المؤسسات الدستورية وعجز القوى السياسية عن تحقيق اي خرق في جدار الازمة، يعود الشارع مجددا «صندوق بريد» لتبادل الرسائل السياسية بين الافرقاء تحت ستار الاحتجاجات الشعبية واحقاق الميثاقية فيما الهدف، كما العادة، حسابات سياسية ضيقة غالبا ما تنتهي بتسويات تراعي مصالح الجميع وفقا لصيغة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم»، وفي مقدمتها الاخراج الافضل لرئيس وسطي لم يجد حتى الساعة صيغته.

ففرنجية المستند الى دعم الثلاثي بري – الحريري – جنبلاط، ينقل زواره عنه ان حارة حريك لم تغلق الباب بالكامل أمام ترشيحه، طالما ان حظوظه «الدولية» جيدة، حيث تبلغ من الفرنسيين ثبات موقف باريس الداعم له لسلسلة اعتبارات، رغم ما يتردد عن عدم حماسة اميركية – روسية لانتخابه، وميل موسكو نحو مرشح تسوية وسطي، علما ان العقبة الداخلية امامه تكمن في أن عدد النواب الذين يقفون في ضفته لا يؤمّنون نصاب الثلثين المطلوب لجلسة الانتخاب.

من جهته ينطلق رئيس تكتل التغيير والاصلاح في معركته من تقاطع المصالح بين معراب وحارة حريك، الذي لم يجد حتى اللحظة ترجمة عملية له بعيدا عن تعطيل النصاب، اما خارجيا ففيما يدعي زوار العماد ترداده انه مرشح الاميركيين في مواجهة بيك الزغرتا، مرشح موسكو،  يواجه صلابة خليجية استحال عليه حتى الساعة اختراقها رغم الدور الكبير الذي يلعبه احد وزراء تكتله.

اوساط الرابية، التي تترقب المستجدات على خط تيار المستقبل وتحرك رئيسه رغم ما صدر عن اجتماع بيت الوسط النيابي، دعت الى التوقف  امام الاجواء الايجابية التي سادت بين رئيس الحكومة ووزير خارجيته، رغم نية «التيار» تحريك الشارع والضغط لايصال الجنرال الى بعبدا، تشير مصادر دبلوماسية غربية الى ان الرئاسة لن تؤول الا لشخصية مستقلة توافقية، ضمن تسوية وضعت على نار حامية وبات نضوجها أقرب مما يتصوره البعض، حتى انها قد تسبق التسوية السورية المفترضة والتي تبدو بعيدة المنال حتى الساعة، مؤكدة ان صيغة «الحل» اللبناني ستفرض مفاعيلها على كل الاطراف السياسيين،  وسيلتزم الجميع بها في شكل يصعب على اي فريق معارضتها أو الوقوف في وجهها.

الصورة الضبابية تلك، عززتها التسريبات المتناقضة خلال الساعات الماضية، في ظل «التضعضع» الازرق المقصود وصل حد التضارب في المواقف، تزامنا مع كشف مصدر دبلوماسي عن افشال «جهة فاعلة» لمسعى قام به رئيس الحكومة لجمع رئيس التيار الوطني برئيس تكتل لبنان اولا في باريس، كان موعده نهاية الاسبوع الماضي مع عودة الوفد اللبناني الرسمي من نيويورك، في مقابل ارتياح المقربين من الرابية الى الاجواء «الممتازة» المستندة الى تبلغ «الجنرال» بشكل مباشر تأييد الشيخ سعد لانتخابه «ان لم يكن في الجلسة 45 ففي الجلسة 46 على ابعد تقدير، داعية الى ترقب بيان «الكتلة الزرقاء اليوم»».

أجواء الرابية الايجابية تنسفها «تلميحات» مصادر المستقبل التي رفضت التعليق على الموضوع ،اكتفت بالتاكيد على ان بيت الوسط منفتح على كل الحلول والخيارات وفقا لتراتبية معينة، تحددها الاتصالات التي باشر بها الرئيس سعد الحريري منذ الاحد مع الحلفاء، الذي كان لافتاً تصريح النائب جورج عدوان من بينهم، ومرشحه الرئاسي النائب سليمان فرنجية، فضلا عن كل من رئيس مجلس النواب ورئيس جبهة النضال الوطني الذي اوفد وزير الصحة الى الرياض لاستكشاف الاجواء، آملا في كسر حلقة الجمود التي باتت تهدد وجود لبنان ككيان وصيغة، مع الخطوات الجدية نحو مؤتمر تأسيسي جديد.