IMLebanon

لماذا قانون الستين؟!

اسئلة عدّة يمكن طرحها، للوصول الى حقيقة الأسباب التي دفعت بالرئيس العماد ميشال عون، الى التخلّي عن «لا» واحدة من اللاءات الثلاث التي أعلنها منذ مدّة… لا للتمديد، لا للفراغ، لا لقانون الستين، حيث اعلن امام الزملاء في نادي الصحافة، ان عدم التوصل الى تفاهم على قانون جديد للانتخابات، فان الانتخابات سوف تجرى وفق القانون النافذ دستورياً، اي قانون الستين.

هل ان تراجع الرئيس عون، يعني ان العصيّ المعارضة لوصوله الى بعبدا نجحت في عرقلة دواليب انطلاقة عهده؟ ام ان موقفه هذا، هو الخرطوشة الأخيرة، لاجبار الكتل على انجاز قانون جديد قبل الوصول الى 20 حزيران، الموعد الدستوري القاتل؟! ام ان تفاهم التيار الوطني الحر مع تيّار المستقبل، قد وصل الى خواتيمه السياسية والانتخابية والتشريعية، وان قانون الستين الذي لا يزعج المستقبل، لا يزعج ايضاً التيار الوطني وحلفاءه في قوى 8 آذار؟ ام ان الاختلافات بين التيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية التي خرجت الى الاعلام حول الترشيحات الانتخابية، وخطة الكهرباء، وتعيينات الفئة الاولى في الادارة العامة، وقانون الانتخابات التأهيلي، أوجدت مساحة من «الزعل والبعد» بين الحزبين، ما قد يعوق تفاهمهما انتخابياً، والتفاهم مع المستقبل قد يزيد في «غلّة» التيار نيابياً؟!

هذه الاسئلة وغيرها، قد تجد لها أجوبة وايضاحات في الايام القليلة الفاصلة، خصوصاً مع تأكيد رئيس الحكومة سعد الحريري ان العلاقة بينه وبين الرئيس عون ممتازة وستبقى ممتازة، لمصلحة لبنان والشعب اللبناني، ومن المرجّح الاّ تعكرها قمم الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع السعودية ودول الخليج العربي والدول الاسلامية، والتي انتهت ببيان، كان وما يزال وسوف يبقى مثيراً للجدل والكلام العالي السقف حوله.

* * * * *

أمر واحد يبقى عالقاً ولم يجد المعنيّون بالانتخابات، له حلاً أو جواباً، وهو، هل يمكن «لقلّة الفراطة» عند الاحزاب والشخصيات التي يقال انها عاجزة عن تمويل حملاتها الانتخابية، ان تسقط «لا» ثانية، ويمدّد المجلس النيابي لنفسه مرّة ثالثة، تحت حجّة ان الاوضاع في المنطقة، التي بدأت تشهد حماوة مرتفعة النبرة والسقف، بعد قمم الرياض، وزيارة ترامب للكيان الاسرائيلي، وما صدر فيها من اتهامات وتهديدات، طالت ايران وحزب الله، امّ ان الايجابية التي طبعت تصريحات الرئيس عون في اكثر من مناسبة، ستكون هي الغالبة والطاغية، وسيشهد لبنان، سلاماً واستقراراً ونموّاً واصلاحاً في جميع المجالات، وان ما يحصل حالياً ليس سوى غيمة صيف وتعبر.

من الآن وحتى ينقشع اللون الضبابي، استيقظ على ما يبدو قانون الستين من غفوته، وبدأ يصبغ شعر رأسه ولحيته البيضاء، ليتلاءم مع حالة معظم نواب هذا المجلس، الذين عايشوه صبيّاً ورافقوه كهلاً.