IMLebanon

«مقاومة» على لبنان «الطوفان»

 

يتوقع البعض استقالة الرئيس تمام سلام بعد تعثّر إنجاز البيان الوزاري لحكومته، وفي هذا الأمر ذبح للبنان ولاستحقاقاته الدستورية وبرغم استبعادنا لهذه الاستقالة لمرونة طباع ابن البيت العريق ورحابة صدره وذكائه السياسي على الأقل خلال هذا الأسبوع، تكبر مخاوف اللبنانيين من اضطرار «أم الصبي» للخضوع لإملاءات حزب الله في البيان الوزاري وفي هذا ذبح أشدّ وطأة على لبنان، إذ يكرّس تسليم عُنْقه للسكين الإيراني الذي يمعن في تمزيق كلّ ما هو «دستوري» ويشير إلى أن لبنان ما زال «دولة»!!

ومما زاد نيران المخاوف من اشتعال الوضع في المنطقة واحتمال انفلات الأمور في لبنان إلى حدّ قد يُعيد النظر في صيغته كليّاً، فالمعركة على أشدّها وآخر مُسعّري نيران المذهبية فيها نوري المالكي بتهجّمه على المملكة العربية السعودية، وكلام المالكي يُعتبر الفرز النهائي للحظة المواجهة المقبلة على أرض سوريا وربما لبنان، أو كليهما معاً!!

بالتأكيد الاختلاف على كلمة؛ فقد وضع حزب الله نصّاً «ثابتاً» في وثيقته السياسية، وهي «دستور» لبنان الحاكم حالياً، نصت على: «المزاوجة»، وهي بالحرف كما وردت في وثيقة حزب الله السياسية:»صيغة دفاعية تقوم على المزاوجة بين وجود مقاومة شعبية تساهم في الدفاع عن الوطن في وجه أي غزو إسرائيلي، وجيش وطني يحمي الوطن ويثبّت أمنه واستقراره»…

يبدو الأمر أشبه بلعبة «اللاقوط»:»جوز ولا فرد»، وعلينا أن»نحزر»، لأننا كُلّنا في قبضة سلاح الحزب ومقاومته، الـ «مطاطة» وصيغته الـ»مغّاطة» بحسب تفسير حليفه الرئيس نبيه بري للدستور من وجهة نظره، ولمعاني المفردات ومرادفاتها عندما يشاء محصياً ما يشاء من المعاني التي تترادف وتتماثل وتتناظر في المعاني، «حدا بيقلك لغة عربيّة»، وهذا منذ كان العرب وكانت لغتهم ولهجات قبائلهم، و»الأحرف السبعة»، واختلاف معنى الكلمة الواحدة بين قبيلة وقبيلة، منذ «أدفئوا الأسرى» واختلاف معناها بين قريش واليمن !!

يعيش لبنان هذه الأيام أقسى لحظات الازدواجية والحكومة أشبه بصندوق فرجة عجيب وغريب فكلّ الصيغ اللغوية تسقط دون بيانها، والمزايدة لامست أعلى سقف لها مع إعلان الرئيس بري بالأمس أنه «لن يتنازل عن «حرف من حروف المقاومة»!! والخلاصة في هذا، أن لا سلاح خارج الدولة إلا سلاح «المقاومة»، ولا مقاومة إلا «مقاومة حزب الله»، وهذه الازدواجية في الشخصيّة السياسية اللبنانية تحكمنا منذ 6 و6 مكرّر وحتى اليوم، ففي لبنان فقط يتساوى من يربح الانتخابات ومن يخسرها، وتتشارك الحكم الحكومة والمعارضة، فتعارض المعارضة حكمها بحكم مشاركتها للحكومة !!

ما يفهمه المواطن البسيط، وهو على بساطته حاد الذكاء، أن هناك «جوز» يتحكم بولادة البيان الوزاري، إنما «جوز شو»؟ جوز كلام؟! فالله أعلم…أو»مين جوز مين» ومن الذكر ومن الأنثى في هذه «المزاوجة» الازواجيّة بين «الدولة والدويلة» «والمقاومة والجيش والشعب»، أيضاً «الله أعلم»؟ وبما أن الشعب «مفعول به» منذ كانت الشعوب، والمقاومة «فاعلة»، والجيش «نائب فاعل» في مشروع حزب الله، فهو لا فاعل ولا مفعول به، إلا في حال المزاوجة، «لكأننا ركاب في سفينة نوح، وكل نفس معها زوجها»، وعلى لبنان «الطوفان»!!