IMLebanon

لو يتواضعون… فقط!

هل تراه جمهور “حزب الله” و”أمل” اطمأن الى مستقبله القريب والبعيد لأنّ البيان الوزاري لحظ المقاومة بال التعريف؟ وهل تراه جمهور ١٤ آذار استعاد روح الانتفاضة بعدما أزيلت ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة؟

سؤال مزدوج نسوقه ونحن ندرك تماماً ان المبارزات اللغوية بين القوى السياسية التي أفضت الى تسوية البيان الوزاري ما كانت لتكون إلا على الصورة اياها التي املت تشكيل حكومة الضرورة هذه. ولا داعي للاغراق في ابراز بطولات وانكسارات لأن احداً ليس واهماً بان كلا الفريقين يعاني الآن ما يعانيه من مآزقه الذاتية.

بات الحزب في اشد الحاجة واكثر من أي حقبة سابقة الى غطاء المقاومة الدافئ وسط الاكلاف الهائلة التي يتكبدها جراء تورطه في الصراع السوري حتى لو علت اهازيج النصر الجديد بالسيطرة على يبرود.

وباتت قوى ١٤ آذار في حاجة ملحة وعاجلة لترميم صورة اهتزاز لا يمكن التنكر له بعد تسعة اعوام من الانتفاضة التي اخرجت الجيش السوري من لبنان ولكنها فقدت الكثير من زخمها تباعاً.

مفاد ذلك ان تسوية لغوية كهذه وعلى هزالها الظاهر باتباعها النمط الكلاسيكي في التسويات اللبنانية لا دلالة جادة لها إلا من حيث استشعار الفريقين العريضين ان نقاط الضعف في الصف الداخلي لكل منهما صار جسيما الى حد عدم التهاون مع الكلمات. هنا فقط تجوز المساواة بين الفريقين ولو انه من الظلم مساواة فريق ١٤ آذار بفريق ٨ آذار على مستوى المشروع والطرح المتعلق بالدولة. تتعرض ١٤ آذار لمساءلة حتمية حول مجموعة طويلة من الاخطاء والقصور في الاداء والتخطيط والسلوكيات وما اليها. غير انه في الذكرى التاسعة لانتفاضة ١٤ آذار وحده الحاقد والجاحد لا يرى معنى صور الشهداء ودلالاتها وما أمعنت فيه حرب الاغتيالات والترهيب من اطاحة لميزان القوى السياسي في البلاد. ومع ذلك لا يبرر لهذه القوى ان تترك نفسها عرضة للاحتماء وراء ما يراد اظهاره انجازاً في البيان الوزاري.

أما في مقلب ٨ آذار، الهازج بما يصوره انتصاراً لمجرد تثبيت كلمة “المقاومة”، فيكفي ذلك وحده للتخلي عن المكابرة التاريخية في مسألة التورط في سوريا. هذا التشبث بالمقاومة يعني الاقرار ضمناً بان الحضن الطبيعي لـ”حزب الله” هو وحده الغطاء لسلاحه ضد اسرائيل وليس اي تبرير آخر بعدما فاقت اكلاف التورط في سوريا كل معقول. ولعل الدليل القاطع على ذلك ان الحزب وخصومه تمكنوا من اجتراح تسوية في مفهوم المقاومة، ولكن الصراع على التورط في سوريا يكاد ينذر بأسوأ العواقب في تجربة الشراكة الحكومية الطالعة.

على هذا لو يتواضع الجميع بعد هذا الـ”لاانجاز” الباهت.