IMLebanon

عن ميشال سليمان (بقلم طوني أبي نجم)

michel-sleiman-in-amchit

كتب طوني أبي نجم

غادر الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا السبت 24 أيار 2014. لم يلتفت خلفه. لم يسعَ الى التمديد أو التجديد كما فعل سلفاه إميل لحود والياس الهراوي.

المفارقة أن إعلام 8 آذار تصرّف مثل جحا: كذّب الكذبة وصدّقها وروّج لها! هكذا عملت صحيفتا “الأخبار” و”السفير” وتلفزيونات “المنار” و”الجديد” والـOTV على اختلاق أخبار عن نيّة لدى الرئيس سليمان للتمديد والترويج المستمر لهذه الأخبار في محاولة لتسويق خسارة مفتعلة وغير موجودة لدى الرئيس الذي أعلن قبل سنتين من انتهاء ولايته رفضه الصريح لأي تمديد أو تجديد.

واللافت أن حملة الترويج لسعي سليمان للتمديد انطلقت عقب اتخاذ رئيس الجمهورية سلسلة من المواقف السيادية والوطنية والمواقف الواضحة من الثورة السورية والتي لم يجامل فيها الرئيس السوري بشار الأسد!

لكنّ ميشال سليمان خيّب آمال مطبخ 8 آذار وأحزابهم وساساتهم، فلم ينحنِ أمام حملاتهم ولم يساوم على المصلحة العليا للبنان وأصرّ على الوفاء لقسمه بالحفاظ على سيادة لبنان ودستوره وعمل مؤسساته.

تمكّن سليمان من الانتقال من مرحلة الرئيس التوافقي الذي يضطر الى المسايرة والمجاملة بهدف الوقوف على مسافة واحدة من المتخاصمين، الى مرحلة الرئيس الوطني المؤتمن على الدستور والسيادة والمؤسسات الذي يقف مع الحق والمصلحة الوطنية العليا بغض النظر عن الاصطفافات السياسية. فليس المطلوب من الرئيس أن يجافي الحقيقة ويبتعد عن الحق لأن فريقاً من الفريقين المتصارعين في لبنان يلتزم بالحق!

واجه ميشال سليمان بثباته على مواقفه وبعناده وإصراره على الالتزام بالدستور وحماية لبنان. واجه ولم يستسلم ولم ينكسر. واجه حتى اللحظة الأخيرة في ولايته، وخرج كبيراً من القصر الى قلوب اللبنانيين.

يذكّرني ميشال سليمان في خروجه من رئاسة الجمهورية بالرئيس النمر كميل شمعون الذي أصبح أقوى بعد خروجه من السلطة. ولا شكّ أن مستقبل ميشال سليمان السياسي سينطلق بشكل أقوى وأكثر فاعلية بعد 25 أيار، وأنا على يقين أن لديه الكثير ليقوله في الوقت المناسب.

لن تنفع حملات التجريح اليائسة اليوم، تماماً كما لم تنفع حملات التطاول البائسة في خلال ولايته. فقد استطاع سليمان أن يواجه بكِبَر، بأخلاق وترفّع ناهزا حدّ المثالية، كل الحملات عليه. واليوم سيعبّر اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً عن تقديرهم لرئيسهم السابق بمزيد من الالتفاف حوله والتأكيد على العناوين الوطنية التي طرحها، وفي طليعتها “إعلان بعبدا”.

فخامة الرئيس،

أنت لم تخرج من القصر، بل دخلت الى ضمير اللبنانيين ووجدانهم. وكن على يقين أن الرجال تصنع المواقع وتغيّر المعادلات وليست الكراسي التي يلهث خلفها البعض هي التي تصنع الرجال.

والى اللقاء في النضال الوطني المشترك من أجل لبنان الذي تحلم ونحلم به.