IMLebanon

51 مليون دولار من أميركا للاجئين «رقم رمزي» …أزعور: ملف النفط لـن يُحدث خروقات كبيرة بالمدى المنظور

Liwa2
قيّم الوزير السابق للمال الدكتور جهاد أزعور من الزاوية الإقتصادية زيارة رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ثم وزير الخارجية الأميركي جيم كيري إلى لبنان.
وقال عن كيفية استثمار لبنان هذا الدعم الدولي: إن طبيعة الزيارتين مختلفة، فزيارة كيم مرتبطة بملفات واضحة تتعلق بالنازحين السوريين، علماً أن صندوقاً خاصاً أنشئ لدعم تداعيات النزوح السوري إلى لبنان، بإدارة البنك الدولي. كما أن زيارة كيم تأتي ضمن جولة يقوم بها إلى الأردن والمملكة العربية السعودية.
وأوضح أن العنوان الأول للزيارة: التأكيد على معاناة لبنان من النزوح السوري وتداعياته الإقتصادية والإجتماعية والعنوان الثاني: تأمين الدعم للبنان، وتأكيد البنك الدولي دعمه للبنان اقتصادياً من خلال الكلام عن ملفات عديدة منها موضوع الطاقة والقطاعات الحيوية كالتعليم وغيره.
وتابع: يسعى كيم إلى تحريك هذا الملف بزخم، لأن لبنان يتحمّل أكثر من بلدان المنطقة كلفة النزوح المرتفعة، خصوصاً أنه تأخر في وضع آلية في هذا الشأن، في حين سبقه الأردن وحصل على دعم ومساعدات في هذا المجال. من هنا زيارة كيم للبنان خطوة جيدة، خصوصاً أن رئيس البنك الدولي لم يزر لبنان منذ فترة طويلة.
وعن زيارة كيري قال: هي مختلفة وذات طابع سياسي، وتتعلق بتثبيت الإستقرار ما بعد الفراغ الرئاسي. فالمحافظة على الإستقرار برغم الإنعكاسات السلبية الكبيرة للفراغ، تضفي نوعاً من التفاؤل بأن حتى لو كانت الأمور صعبة سياسياً، فإن نسبة الإستقرار تريح الجوّ العام في البلد، خصوصاً أننا على أبواب موسم صيف تعوّل عليه قطاعات كثيرة لتعويض خسائر السنوات السابقة. والجدير ذكره أن كلام كيري لم يتضمّن خارطة زمنية واضحة لإخراج لبنان من الفراغ، فكان مجرّد إعلان نيات وتأكيد على موقف من دون آلية واضحة لترجمته.
المساعدة الأميركية
وعن إعلان كيري أمس تخصيص الولايات المتحدة 51 مليون دولار للبنان كمساهمة في تحمّل أعباء النازحين، قال: إنه رقم رمزي وغير كافٍ قياساً على احتياجات لبنان، فالوزير كيري على اطلاع على تقارير البنك الدولي والأمم المتحدة التي تتحدث عن أن كلفة النزوح على الإقتصاد تبلغ 7 مليارات دولار، وعلى مالية الدولة اللبنانية تتخطى المليار دولار سنوياً. فالمجتمع الدولي ترك لبنان في مشكلة كبيرة مترجمة بالأكلاف التي يتكبدّها في قضية النازحين، من دون أي دعم كافٍ، في ظل اقتصاد ضعيف.
ووصف كلام كيري عن استعداد بلاده لتولي التفاوض مع إسرائيل في النقاط المتنازع عليها في ملف النفط، بـ«الجيد»، لكنه أردف أن «تحريك ملف النفط في ظل الحكومة الحالية مع عدم وجود رئيس للجمهورية، سيكون أبطأ». وقال «التحدي الأكبر اليوم، كيفية إعادة دورة الدولة إلى طبيعتها من خلال انتخاب رئيس للجمهورية»، نافياً أن «يُحدث ملف النفط خروقات كبيرة في المدى المنظور».
دعم البنك الدولي
وعن تضمين زيارة وفد البنك الدولي دعمه لبنان في مجال البنى التحتية ولا سيما عجز الكهرباء، قال: إن البنك الدولي ساعد لبنان تاريخياً في هذا المجال، نظراً إلى حجم العجز في كهرباء لبنان والمقدّر بملياري دولار ونصف مليار سنوياً وهو رقم قياسي. فأقرض البنك لبنان في باريس – 3 لدعم إصلاح مؤسسة الكهرباء، وفي فترة 2007- 2008 وقع لبنان مع البنك الدولي قرضاً لإعادة هيكلة قطاع الكهرباء، كما أمّن البنك الدولي مجموعة من الخدمات الإستشارية وتعزيز قدرات مؤسسة كهرباء لبنان للقيام بهذه الإصلاحات، ولسوء الحظ لم يطرأ أي تحسّن منذ سبع سنوات.
وتابع: عاد البنك الدولي أمس وأكد استعداده للمساعدة نظراً إلى خبرته من جهة، وأهمية هذا القطاع من جهة أخرى.
كلفة الفراغ
وفي المقلب الآخر، ردّ أزعور على سؤال عن تأثير الفراغ الرئاسي في حال طال أمده، على الإقتصاد الوطني، فقال: الفراغ هو دائماً حالة سلبية، ولبنان يتأثر اقتصادياً بها لأنها تخلق حالة ترقب الذي لا يشجع بالتالي على الإستثمار أو المبادرة وكلفة الفراغ عالية وتفوّت على لبنان فرصاً كبيرة جداً وإذا طال أمد الفراغ، فستُعلق مجموعة من الملفات، تماماً كما حصل عندما طالت مدة حكومة تصريف الأعمال 11 شهراً كل هذه المواضيع التي تخلق حالاً من عدم الإستقرار أو عدم الوضوح في الرؤية، لها انعكاسات سلبية.
لكن في المقابل، لحسن الحظ مرّ لبنان، بقطاعيه العام والخاص، في مثل هذه التحديات واستطاع تطوير آليات التأقلم، كما لديه القدرة على تحمّل الأزمات ومواجهة هكذا أوضاع، كما شهدنا في الماضي.