أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ “نصف النواب يعطلون إنتخابات رئاسة الجمهورية وليس جميعهم”، معتبراً أنه “من غير المقبول القول إنّ الأقطاب الموارنة الأربعة أوصلوا البلاد إلى الفراغ الرئاسي، فيما أنّ إثنين منهم لم يؤمنوا النصاب”.
جعجع، وفي مقابلة مع برنامج “بموضوعية” على قناة الـ”MTV”، لفت إلى أنّ “النائب سليمان فرنجية أعلن منذ البداية عن أنّه لن يؤمن نصاب جلسات إنتخاب الرئيس”، موضحاً أنه “لو إنتخب الفريق الآخر النائب ميشال عون، لم كان النائب هنري حلو سيستمر في ترشيحه”.
وقال: “إن كان النائب وليد جنبلاط مصرّاً على ترشيح حلو، فهذا لا يمنع الآخرين من القيام بواجباتهم”، مضيفاً: “لدينا ثلاثة حلول للأزمة الحالية: الأول، مشاركة عون في الجلسة وليفز من يفز، الثاني هو التفاهم على إسمين وإنتخاب أحدهما، والثالث جهوزيتي لأيّ إقتراح آخر غير الإقتراحين السابقين”.
وأبدى جعجع “إستعداده للإتفاق على إسم يرتاح له عون، ويتلاءم مع قناعات “القوات” بالحد الأدنى، مع وجود مرشح آخر”، معتبراً أنه “كان يجدر بعون أن يطرح نفسه توافقياً منذ خمس سنوات، وليس اليوم”.
وأوضح أنّ “عون يرفض حتى الآن مناقشة أيّ طرح بشأن أسماء أخرى”، لافتاً إلى أنّ “الرئيس سعد الحريري يرى أنّه يجب وضع الخلافات جانباً، وإيجاد حلول” لأزمات الوطن.
وأكد جعجع أنه “لم يشعر يوماً أنّ “تيار المستقبل” يميل إلى تبني عون”، مشدّداً على أنّ “المستقبل” لم يغيّر مشروعه السياسي، والحريري يتصرف بشكل صحيح، ولكنّه يخطئ بالإخراج”.
وأشار إلى أنّ “ما يجمع “القوات” و”المستقبل” أبعد من أيّ شيء آخر”، معرباً عن “إنفتاحه على أيّ طرح يخرج البلاد من الفراغ، لكن ضمن الحد الأدنى”.
وأوضح جعجع “أنّه وعون من عالمين سياسيين مختلفين، ولا يملكان تصوراً مشتركاً للبنان”، لافتاً إلى أنه “إلتقى وزير الخارجية السعودية في باريس، وتم الإتفاق على إبقاء مضمون اللقاء خارج التداول”.
وأكد أنّ “السعودية لا تتدخل في الشأن اللبناني، وأيّ أمر تتفق عليه قوى 14 آذار توافق عليه المملكة”، وقال: “إذا ترشح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى رئاسة الجمهورية، فأنا أسير به. ولكن إن سألني رأيي أقول له لا، لأنّه رجل دين، ومنصب الرئاسة الأولى سياسي بإمتياز”.
وأضاف جعجع: “لقد تعلمت من تجربة الشهيد بشير الجميّل، لذلك آخذ كل الإحتياطات، بالإضافة إلى إتكالي على الله. وأنا سأكون رئيساً لكل اللبنانيين، ولكن بنظرتي الشخصية للبنان”.
وتابع: “إني أوافق على لائحة بكركي التي تضم الوزراء السابقين: دميانوس قطار، زياد بارود وروجيه ديب”، لافتاً إلى أنّ “النائب سليمان فرنجية يعرف من قتل عائلته، وحوادث الحرب مؤسفة، وعلى الجميع تخطيها”.
وأوضح جعجع أنه “في حال فاز عون أو فرنجية بالإنتخابات الرئاسية، فسيكون أول المهنئين، ولكن عليهما إعلان ترشيحهما والنزول إلى مجلس النواب”، مؤكداً أنّ “العلاقة مع “المستقبل” متينة”.
وشدّد على أنّه “ليس نادماً على عدم مشاركة “القوات” في الحكومة”، معتبراً أنّ “آداء الحكومة بدأ يتعثر، بعد أن قامت ببعض الإنجازات”.
ولفت جعجع إلى أنّ “الإنتخابات الرئاسية معطلة عن سابق تصور وتصميم من قبل كتلتي “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، مؤكداً أنه “ضد البحث الذي يجري في مجلس الوزراء بشأن آلية عمل الحكومة في مرحلة الشغور”.
وتمنى على “رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يجتمع مع نواب جميع الكتل لإتخاذ القرار المناسب بشأن الموضوع الرئاسي”، معلناً عن أنّ “القوات” لن تشارك في جلسة الغد المخصصة لإقرار سلسلة الرتب والرواتب، لأنّ المجلس تحول إلى هيئة ناخبة، ولأنّه لا يمكن إعطاء العمال شيئاً لا تملكه الدولة”.
وفي سياق آخر، إعتبر جعجع أنّ “الشاب هاشم السلمان قتل أمام الجميع، والتحقيقات لم تتوصل إلى أيّ نتيجة”، متمنياً على “وزير العدل أشرف ريفي تحريك الملف”.
وشدّد على أنّ “ما يحصل على ملعبي “الحكمة” و”الرياضي” أثناء المباريات، لا يعكس المشهد السياسي في البلد”.