IMLebanon

في الجزء الخامس من أطول نهائي عرفته كرة السلّة…عبد النور يشعل المنارة

sagesse---riyadeh

تقرير خالد مجاعص

عاشت كرة السلّة اللبنانيّة يوماً ماراتونيّاً بدأ في المكاتب، وشهد تدخّلات على مدى ساعات طويلة اعتقد فيها لوهلة محبّو اللعبة أنّها وصلت إلى حائط مسدود قد تضرب فيه نهائيّ البطولة. فأعيدت إلى الأذهان التدخّلات السياسيّة التي أوصلت لبنان الصيف الماضي إلى تجميد مشاراكاته من قبل الإتّحاد الدوليّ لكرة السلّة. إلاّ أنّ ساعات العصر حملت حلاّ مقبولاً لقطبي اللعبة، فتبنّاه اتّحاد السلّة بعد موافقة الجهّات الرسميّة. فكان أن انطلق الجزء الخامس من النهائيّ الماراتونيّ من المكان نفسه الذي توقّفت فيه قبل 24 ساعة، أي ملعب الرياضي في المنارة.

هذا في المكاتب، أمّا في الملاعب، فكان الأمر مختلفاً كليّاً، فنهائيّ بطولة لبنان كان لمرّة من دون جمهوره. فكانت صورة النهائيّ حزينة، لا بل مؤلمة أن الملاعب في لبنان قدماً وسلّة ليس بإمكانها استقبال محبّيها. فشاء اللقاء الخامس أن ينطلق بمدرّجات خالية إلاّ من بعض الصحافيّين و… اسماعيل أحمد، فرعون الرياضي الموقوف لمباراة واحدة.

إيقاف اسماعيل كان الدافع الذي أيقظ مارد المنارة من القمقم. فكان فريق الرياضي يقدّم أفضل مباراة له دفاعيّاً، حيث شلّ المفاتيح الهجوميّة لفريق الحكمة الذي غاب عنه إيلي رستم بداعي الإصابة. فكان الحكمة متفاجئاً بسرعة الفريق الأصفر وجهوزيّته، فسيطر دفاعيّاً، وأنهى الجزء الأوّل متعادلاً مع ضيفه الأخضر نقاطاً ولعباً.

ومع انطلاق الجزء الثاني من الجولة الخامسة، كان الأميركيّ دي ووريك سبينسر يحاول جاهداً إبقاء فريقه متقدّماً على نجوم المنارة. فسجّل دي ووريك 32 نقطة أي نحو نصف مجموع نقاط الفريق الأخضر. إلاّ أنّ حسابات سبينسر أسقطتها دفاعات جان عبد النور نجم المباراة من دون منازع، حيث قاد بامتياز دفاع فريقه الصارم، إضافة إلى تسجيله 25 نقطة عبر الهجمات المرتدّة القاتلة التي اعتمدها فريق المنارة. فتفوّق بيريسيتش تكتكيّاً على ضيفه أبو شقرا، بعدما قدّم علي حيدر، وهو خير بديل لخير سلف (اسماعيل أحمد)، مباراته الأفضل في الموسم وأضاف 19 نقطة و10 ريباوند مسهّلاً مهام زميله مهاجم الرياضي أحمد ابراهيم مع 18 نقطة. فكان اللعب الجماعيّ للرياضي رائعاً جدّاً، حيث توزّعت نقاطه بين هذا الثلاثيّ تحت قيادة موزّع ألعابه علي محمود الذي أضاف عشر نقاط، بينما تولّى الأميركيّ لورين وودز المهام الدفاعيّة بشكل ناجح وحاسم، حيث قضى كليّاً على خصمه ومواطنه كريس دانييلز الذي لم يسجّل أيّ نقطة للأخضر في أسوأ عروضه هذا الموسم. فكان الرياضي يسدّد ضربة قاسية على خصمه الحكمة ليفوز فريق المنارة بنتيجة 88-82، ويتقدّم على الحكمة 3-2 من دون اسماعيل أحمد، ويكون على بعد خطوة من استعادة لقب بطولة افتقدها لموسمين.

يبقى أن نشير الى أنّ الحكمة بدا هزيلاً دفاعيّاً وبدنيّاً، وكان كلّ الثقل على عاتق الثنائيّ الرائع دي ووريك سبينسر وجوليان خزّوع مع غياب كامل لكريس دانييلز، وضعف أداء الثنائيّ رودريك عقل وإيلي إسطفان. وفي حال اسمترار هذا الوضع، لن يكون من الصعب على فريق الرياضي إعادة اللقب إلى المنارة.