IMLebanon

خروج مذّل لأبطال العالم من مونديال البرازيل.. تشيلي وجماهيرها اجتاحت الماراكانا ومعها إسبانيا

spain-2014

 

ليلة الأربعاء 18 حزيران 2014، أو ليلة اجتياح تشيلي للماراكانا ومعها، شهدت الانهيار الكامل لأبطال العالم وأبطال أوروبّا. نعم، إنّها ليلة لم تشكّل فقط مفاجأة من العيار الثقيل في عالم كرة القدم وحسب، إنّما زلزالاً ضرب كرة القدم وتحديداً الإسبانيّة. فالمنتخب الإسبانيّ، عملاق اللعبة على مدى العشر السنوات الأخيرة، ها هو اليوم يودّع البطولة قبل حتّى نهاية المرحلة الأولى، وبطريقة محزنة، لا بل مذلّة ومؤسفة. فمنتخب الـ”لا روخا” سيعود مع نهاية الدور الأوّل إلى مدريد، بعد سقوطه أمام تشيلي 0-2 ، وأمام هولّندا 1-5.

فإسبانيا التي لقّنت أقوى المنتخبات في أوروبّا والعالم دروساً في كرة القدم، وجدت نفسها خارج نطاق الإبداع، بحيث تلقّت شباكها 7 أهداف في مباراتين في سيناريو غير مسبوق بالنسبة للشعب الإسبانيّ .

وفي المقابل، فريق التشيلي هو من أبدع، فقدّم مباراة هي الأجمل، و سيطر كليّاً على أبطال العالم، وشلّ حركة مهاجمهيهم وتفوّق على خطّ الوسط الأبرز عند الفريق الإسبانيّ وانطلق في المقابل لإحاكة فرصه الهجوميّة عبر شقّ طريقه إلى المرمى .

وبعد عشرين دقيقة من انطلاق المباراة، ضرب المنتخب التشيليانيّ مرمى أبطال العالم بهدف جاء عن طريق سلسلة من اللمسات السريعة، انتهت بقدم اللاعب فارجاس الذي تلقّف تمريرة مواطنه أرنجيز على طبق من ذهب، وسدّد الكرة داخل شباك كاسياس ليشعل الماراكانا بهدف رائع جدّاً سقط كالصاعقة على معنويات الإسبان، فانهار منتخب الـ “لاروخا ” بطريقة دراماتيكيّة، وكأنّه كتب على الإسبان أن يتحوّل لقاؤهم مع التشيلي إلى نكسة تاريخيّة. فشهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الأوّل أيضاً إعاقة نجم تشيلي ألكسي سانشيز من قبل إنييستا، البعيد جدّاً عن مستواه، فترجم سانشيز الضربة الحرّة بتسديدة صاروخيّة صدّها بصعوبة الحارس “المسكين ” كاسيياس لترتدّ منه، ليتابعه تشارلز أرانجيس داخل الشباك الإسبانيّة، ويسدّد اللكمة القاتلة في وجه الفريق الإسبانيّ. وبذلك، تقدّمت تشيلي 2-0، محوّلة الجزء الثاني من اللقاء من الناحية الإسبانيّة مجرّد دقائق مؤلمة جدّاً لن ينساها لاعبو الفريق، ولا طبعاً مدرّبهم دل بوسكي.

ستطوي إسبانيا بإجماع مشجّعيها وإداريّيها أجمعين، صفحة ذهبيّة وحقبة قاد خلالها إنييستا، تشابي ألونزو، تشافي، فرناندو توريس، كاسيياس ودافيد فيا بلادهم إلى ثلاثيّة تاريخيّة لن تتكرّر في بلاد الأندلس، وذلك عبر إحرازهم لقب بطولة الأمم الأوروبيّة عام 2008، لقب كأس العالم 2010، ومجدّداً اللقب الأوروبيّ عام 2012، فتتحوّل هذه التشكيلة إلى فريق خياليّ عند الإسبان، سيحمل معنى كلمة “الخيال ” بقدومهم وبرحيلهم.

وداعاً لإسبانيا “adios espania”، بدلاً من “viva espania” ووداعاً لهذا الجيل من اللاعبين المبدعين الذين قدّموا لمحبّي كرة القدم في كلّ أنحاء العالم الصورة الحقيقيّة لكرة القدم الشاملة. فعلى المشجّعين في إسبانيا ألاّ تكون ذاكرتهم قصيرة لينسوا ما صنعته هذه التشكيلة من أمجاد عظيمة لكرة القدم الإسبانيّة، سمحت لبطولة الليغا أن تتقدّم خطوة كبيرة على جيرانها الأوروبيّين، قد تفتقدها اليوم العاصمة مدريد ومنافستها اللدود برشلونة اللتين بصراعهما الشرس طوال هذا الموسم ضربوا عرض الحائط جهوزيّة لاعبيهم ولياقتهم. وهما من عليهما تحمّل المسؤوليّة الأولى عند عودة المنتخب إلى بلاده، خالي الوفاض وليس اللاعبون طبعاً.

ويبقى أخيراً أن نشير إلى أنّ أحد أبرز المرشّحين للفوز باللقب خرج باكراً من مونديال البرازيل، فمن هو التالي؟