IMLebanon

تدني منسوب مياه الحاصباني يهدد المواسم الزراعية

Liwa2

حسين حديفة

وصل منسوب مياه نهر الحاصباني هذه الايام الى ادنى مستوى له منذ حوالى 50 عاما بحيث تحول مجرى النهر الى ما يشبه جدول صغير يجري لمسافة لا تزيد على 4 كلم فقط انطلاقا من منطقة راس النبع وحتى جسر الشقعة قرب سوق الخان اي مانسبته 10% من اصل المسافة التي تمثلها مجراه في الأراضي اللبنانية قبل ان ينضم الى نبع الوزاني ويصبا بعدها داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وهذا الشح المخيف في المياه انعكس سلبا على مختلف القطاعات الإنتاجية في المنطقة وبخاصة القطاع الزراعي حيث بات هناك نقص حاد في مياه ري البساتين المثمرة والمزروعات الصيفية ناهيك عن النقص الذي بدأ يحصل ايضا في مياه الشفة التي تضخ من نبعه بإتجاه بلدة حاصبيا ما دفع بمؤسسة مياه لبنان الجنوبي الى العمل على حفر بئر ارتوازية كتدبير وقائي بهدف تامين بديل لمياه الشفة حيث تشير التوقعات الى ان النبع الاساسي بات مهددا بالجفاف بشكل كامل قبل نهاية هذا الصيف.
مصادر مسؤولة في مشروع ضخ مياه الشفة من الحاصباني الى مدينة حاصبيا والقرى المجاورة اشارت الى ان كمية مياه نبع الحاصباني في هذه الفترة وصلت الى ادنى معدلاتها منذ امد بعيد اي الى بداية الثلاثينيات والسبب في ذلك يعود الى التغيرات المناخية التي تضرب المنطقة منذ اشهر عدة اضافة الى الشح في كمية المتساقطات من امطار وثلوج خلال فصل الشتاء على حوضه وعلى الجبال والتلال المحيطة خاصة في مرتفعات جبل الشيخ وجبل الوسطاني وغيرها من المناطق التي تشكل مصدرا رئيسيا للمياه الجوفية التي تغذي هذا النبع.
مزارعو حوض الحاصباني ومعهم كافة ابناء المنطقة يرفعون الصوت عاليا مناشدين الدولة وكافة الجهات المعنية الاسراع في وضع خطة سريعة لمعالجة هذه المشكلة منعا لتفاقمها خاصة وان هذا النهر هو المصدر الاساسي والوحيد في معيشة شريحة واسعة من ابناء المنطقة.